دشن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يوم أمس في المدينةالمنورة فعاليات مناسبة "المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية"، وذلك بالخيمة الثقافية التي شيدت لهذه المناسبة بجوار مسجد قباء، بحضور كوكبة من العلماء والوزراء، ونخبة من الشخصيات الثقافية والعلمية والأدبية من مختلف دول العالم الإسلامي. ثم دشن سمو ولي العهد انطلاق الفعاليات، وذلك عبر البوابة الإلكترونية، وقال في كلمة ألقاها "إنه شرف لي أن أقف أمامكم هذا المساء، وإن الله شرف هذه البلاد أن تكون قبلة للمسلمين، وأنزل فيها القرآن الكريم بلغة عربية على نبي عربي. ونحن الآن في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بلد الأنصار والمهاجرين الذي انطلقت منه الرسالة الإسلامية لكل أنحاء العالم، وكانت رسالة خير وسلام بفضل هذه العقيدة السمحة، وإنه لشرف كبير لهذه البلاد أن تولي اهتمامها خدمة المسلمين والحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وأبنائه من بعده وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث إن أسس هذه الدولة قامت على العقيدة الإسلامية والكتاب والسنة دستورها، كما هو في النظام الأساسي للحكم وأنظمتها المستمدة من الكتاب والسنة، لذلك من أهم ما قامت به الدولة منذ عهد الملك عبدالعزيز هو المحافظة على أمن الحجاج والمقيمين في هذه البلاد، لذلك هذه البلاد هي منطلق الرسالة إلى أنحاء العالم، والعرب تشرفوا بأن تكون هذه الرسالة بلغتهم، ولكن هذا الشرف يحملهم المسؤولية. الإخوة الكرام.. أنتم لستم ضيوفا في هذه المكان، ولكنكم أهل للدار ولكم مثل ما لأبنائها.. وأسأل الله عز وجل أن يديم علينا الأمن والاستقرار واتباع هديه". وقال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، إن المدينةالمنورة هي عاصمة للدولة الإسلامية الأولى، ومركز للإشعاع الإسلامي الذي امتد إلى الآفاق البعيدة التي وصل إليها الفتح العربي الإسلامي، وأضاف: يندرج "برنامج" عواصم الثقافة الإسلامية الذي وضعته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، في إطار تعزيز الوحدة الثقافية الإسلامية، وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات. واستعرض الدكتور التوجري مراحل اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي، مبيناً أن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي وضعته المنظمة يهدف إلى تقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الإسلامية وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي في عدة مجالات، مؤكداً على أهمية تجديد البناء الحضاري والثقافي للعالم الإسلامي عبر هذا البرنامج لتعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات في هذه المرحلة التي تتعالى فيها أصوات مغرضة تحرض على الكراهية والعنصرية وإذكاء نار العداوة بين الأمم والشعوب، ومحاولة الزج بالعالم في دوامة من الفتن والقلاقل والصراعات والأزمات. في حين ألقى كلمة ضيوف الاحتفال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، أكد فيها أن مكانة المدينةالمنورة في قلب كل مسلم بعمق الحب، وصدق الوفاء، والتي كانت هي التي آثرها الله وعينّها لهجرة نبيه صلى الله عليه وسلم لتنتصر فيها الدعوة، وينتشر منها الإسلام، وبهذا كانت المدينةالمنورة رائدة السماحة الإنسانية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً. ومن جهته ثمن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة رعاية صاحب السمو ولي العهد لهذه المناسبة الفريدة التي تعكس مدى رعاية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين للمدينتين المقدستين، مشيراً إلى ما تحمله المدينةالمنورة من تاريخ وحضارة ضاربة في أعماق الزمان، مستشهدا بدورها في رسم تاريخ هذه الأمة على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، مؤكداً على عمق الثقافة للعلوم والمعرفة التي تأسست في رحاب طيبة الطيبة منذ مئات السنين وبلغت آثارها أصقاع الدنيا، مؤكداً على الثراء العلمي والثقافي في العصر الحديث، والحركة العلمية والأدبية للمدينة المنورة في الأندية والبساتين وحلقات العلم ونشأة المدارس والمعاهد ومطبعة المصحف الشريف. وألمح الدكتور خوجة إلى تنوع النشاطات التي يتضمنها برنامج "المدينةالمنورة عاصمة الثقافة الإسلامية" والذي قام بتنفيذه عدد كبير من الكوادر من مختلف الوزارات والجامعات والجهات الحكومية والأهلية التي تشمل ألوانا عديدة تعبر عن روح هذه المدينة العظيمة، شاكرا الراعي ومرحباً بالضيوف من داخل المملكة وخارجها. وشاهد سمو ولي العهد والحضور عرضا مرئيا بعنوان المدينة "مأرز الإيمان"، حيث تناول العرض التحولات التي مرت بها المدينةالمنورة منذ الهجرة النبوية، ومرورا انطلاقة الدعوة الإسلامية وتأسيس دعائم الدولة الإسلامية الأولى من المدينةالمنورة، والفتوحات التي انطلقت منها ونور العلم الذي سطع ليملأ أرجاء الدنيا. وتخلل حفل الافتتاح " قصيدتان شعريتان، الأولى حملت عنوان "عاصمة المعصوم"، ألقاها الشاعر بشير سالم الصاعدي، في حين كانت الثانية للشاعر الدكتور صالح الزهراني وحملت عنوان "أم أحمد". يذكر أن فعاليات المدينةالمنورة عاصمة الثقافة تتضمن أكثر من 500 فعالية وإصدار، وبرامج عامة تستهدف كافة شرائح المجتمع، وينظمها عدد من الجهات الحكومية والأهلية على مدار العام الميلادي الجاري. ..ويرأس اجتماع مجلس نظارة بحوث ودراسات المدينة الرياض: الوطن رأس ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز رئيس مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في قصر سمو أمير منطقة المدينةالمنورة أمس الاجتماع التاسع والثلاثين لمجلس نظارة المركز بحضور أمير منطقة المدينةالمنورة نائب رئيس مجلس نظارة المركز الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز ورئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وأعضاء مجلس النظارة. وأقر مجلس نظارة المركز عدداً من القرارات على مستوى الأنشطة العلمية ومستوى التجهيزات الإدارية والتنظيمية للمركز منها: تنفيذ المركز تحت إشراف دارة الملك عبدالعزيز البرنامج التوثيقي الشامل لتاريخ المدينةالمنورة ويهدف البرنامج إلى توثيق كل المصادر التاريخية المسموعة والمقروءة والمرئية في داخل المدينةالمنورة وخارجها، ويشمل ذلك رصد وجمع المخطوطات والوثائق التاريخية والصور الفوتوجرافية، وجمع كل المواد المكتوبة بما فيها الخرائط التاريخية بشتى اللغات وحفظها لدى المركز، وكذلك توثيق التاريخ الشفهي للمدينة المنورة. كما وافق المجلس على توقيع مذكرتي تعاون وشراكة بين المركز وأمانة منطقة المدينةالمنورة والمركز وهيئة تطوير المدينةالمنورة تتضمن التعاون في مجال الدراسات والمعارض والمعلومات التاريخية المتعلقة بالمدينةالمنورة بما يخدم تاريخ المدينة ومعالمها وجوانبها العلمية والثقافية. وفي إطار الجانب الإداري والتنظيمي للمركز اعتمد مجلس النظارة برئاسة سمو ولي العهد الهيكل التنظيمي الجديد لمركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة بما يعزز أداء العمل في المركز ويطور من آلياته المختلفة ويؤهله لاستيعاب احتياجات المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى موافقة المجلس على انتقال المركز إلى مبناه المستأجر الجديد.