ثورة التكنولوجيا الذكية تلك لم تتوقف عند عتبات عالمنا البشري، وإنما امتدت لما هو أبعد، حيث نجح رائد الفضاء الكندي كريس هادفيلد مؤخراً في بث مجموعة من الصور الحديثة من الفضاء الخارجي لكوكب الأرض، وهو على متن محطة الفضاء الدولية ISS، وأصبح بوسعه المشاركة برسائله اليومية من خلال صور وكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وتمبلر وفيس بوك". ويقول كريس، في حسابه على تويتر، خلال زيارته الثالثة إلى الفضاء، إن "الهدف مما أفعله هو التواصل مع من يريدون التواصل معي، ومحاولة نقل تجربة الملاحة في الفضاء إليهم، وما أنقله ليس فقط مجرد صور، وإنما أنقل أيضاً تعليقاتي عليها، فضلاً عن تواصلي مع الجميع لحظة بلحظة، وكأنهم يعيشون معي نفس الحالة التي أعيشها عندما أكون بغرفة التكيف للضغط الخارجي التي تجعلني أشم رائحة تشبه رائحة البارود". تجربة هادفيلد الحية ما كانت لتتحقق بدون التطور المذهل الذي يعيشه عالم التكنولوجيا الذكية، وهو التطور الذي بلغ ذروته مؤخراً في ظل تصاعد حدة المنافسة بين الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا الذكية، ومنها شركة سامسونج الكورية الجنوبية، التي أعلنت مؤخراً عن نجاحها في تزويد هاتفها الذكي القادم "جالاكسي إس4" بتكنولوجيا جديدة تتعقب بشكل ذكي حركات عين المستخدم وتمرير الصفحات الظاهرة على شاشته تلقائيا له. وحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن "خاصية البرنامج، المعروف باسم (آي سكرول)- أي التمرير بالعين- ستكون موجودة في هاتف جالاكسي إس4 عند إطلاقه رسميا في نيويورك الأسبوع المقبل، ووفقاً للتكنولوجيا الجديدة، فإن البرنامج سيكون بوسعه تعقب حركة عين المستخدم والانتقال تلقائيا إلى الفقرة التالية من النص بمجرد أن تصل عين المستخدم إلى الفقرة المطلوب قراءتها". وأضافت الصحيفة أن "سامسونج ركزت كثيراً جداً على مميزات البرنامج عن الابتكار في هاتفها الجديد، وأن الشركة كانت قد تقدمت في شهر يناير الماضي، بطلب لتسجيل علامة تجارية في أوروبا تخص الخاصية الجديدة، وأنها سجلت علامة سامسونج آي سكرول التجارية في الولاياتالمتحدة في شهر فبراير الماضي". بدورها، طورت شركة "جوجل" الأميركية تطبيقها الرسمي على هواتف "آي فون" الذكية، مضيفة إليه خاصية التكامل مع جهات الاتصال وتحسين نتائج استعلامات البحث المحلي، وحسب ما ذكرته الشركة في صفحتها على الإنترنت فقد أصبح بمقدور المستخدمين البحث تلقائيا عن العناوين الموجودة داخل قوائم جهات الاتصال على حساباتهم على جوجل والحصول على اتجاهاتها، مضيفة أنه "بموجب التطبيق الجديد، أصبحت معلومات المناطق المحلية أكثر تكاملا مع الخدمة، ما يسمح للمستخدم بالبحث عن المواقع القريبة منه والوصول إلى البيانات المرتبطة بكل منها". ويعتقد حسين مصباح، الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون التكنولوجيا الذكية، أن تزايد حدة المنافسة بين الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا الذكية، يصب في غالبه لصالح البشر. ويضيف مصباح، في تصريحات إلى "الوطن"، أن "هذا الأمر تجلى بوضوح مؤخراً من خلال توفير شركة جوجل تطبيق Hangout Captions، والذي يحول الكلام إلى نصوص، لتسهيل خدمة الدردشة الجماعية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يوفر تطبيق Take the Floor لمتحدثي لغة الإشارة إجراء جلسات Hangout مع بعضهم، فضلاً عن أنها أضافت تطبيق Sign Language Interpreter لترجمة لغة الإشارة ومجموعة كاملة من اختصارات لوحة المفاتيح"، مشيراً إلى أنه "باستخدام التطبيق الجديد سيتمكن الصم وضعاف السمع ممن يفضلون استخدام لغة الإشارة من دعوة مترجمي لغة الإشارة للتحدث معهم بلغة الإشارة أثناء جلسة Hangout، كما سيتمكنون من مشاهدة مترجم الإشارة دائما أعلى يمين النافذة، وسيتم توجيه التركيز عليهم في جلسة Hangout عندما يتحدث إليهم المترجم، ما يجعلهم يعيشون عالماً لا يختلف كثيراً عن عالم من يملكون نعمة السمع".