رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن بمنطقة عسير من مختلف القطاعات الأمنية المعنية بملاحقة مجهولي الهوية خاصة من الجنسية الأفريقية والقبض على الآلاف منهم، إلا أن تلك النجاحات المتتالية تجهضها عملية ترحيل هؤلاء المجهولين عبر منفذ علب الحدودي بمحافظة ظهران الجنوب، فما أن يتم تجميعهم بعد القبض عليهم من مختلف محافظات المنطقة حتى يتم تسليمهم لحرس الحدود بظهران الجنوب الذي يقوم بدوره بترحيلهم عبر منفذ علب البري مع دولة اليمن "15 كلم غرب ظهران الجنوب". وبمجرد أن تطأ أقدام هؤلاء المجهولين الأراضي اليمنية حتى ينتشروا على طول الحدود المحاذية لمنطقتي نجرانوعسير، متبعين طرقا وعرة ووسائل ملتوية يعودون من خلالها إلى الأراضي السعودية خلال 24 ساعة، نظرا لقرب المسافة ومعرفة هؤلاء المجهولين أنهم حتى وإن قبض عليهم من قبل رجال حرس الحدود فإن فرصة عودتهم كبيرة مع تكرار المحاولات، إذ لا يوجد غير منفذ علب لترحيلهم خارج الحدود. ومن جانبهم، طالب عدد من أهالي المحافظة بإيجاد منافذ جوية أو بحرية لترحيل المجهولين إلى بلدانهم، وشدد عضو المجلس الأهلي بظهران الجنوب ناصر القاضي، على ضرورة منع ترحيل المجهولين عبر منفذ علب الحدودي بظهران الجنوب وأرجع السبب لعودتهم خلال ساعات إلى داخل ظهران الجنوب نظرا لقرب المسافة. وقال القاضي إن تجميع المجهولين الذين يتم القبض عليهم بمحافظات ومراكز منطقة عسير وترحيلهم عبر منفذ علب يتسبب في زيادة أعدادهم داخل المحافظة، مشكلين عبئا على الجهات الأمنية بسبب ارتكابهم لعدة جرائم من الاعتداء على رجال الأمن والسرقة وترويج المخدرات والخمور، مبينا أن حل ظاهرة المجهولين في منطقة عسير يكمن في إيجاد منافذ جوية أو بحرية لترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وطالب فيصل بن سعيد الوادعي "من أعيان ظهران الجنوب"، بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية في جميع قرى وهجر محافظة ظهران الجنوب، خاصة مع الزيادة في أعداد المجهولين القادمين عبر الحدود، موضحا أن الكثير من الأهالي يتعرضون على مدار الساعة إلى العديد من الاعتداءات من قبل هؤلاء المجهولين على منازلهم ومواشيهم وأملاكهم الخاصة، ولا سيما بعد امتناع الأهالي عن تشغيلهم. وحمل الوادعي، مسؤولية عودة هولاء المجهولين إلى ظهران الجنوب عبر الحدود بعد ترحيلهم، إلى من غابت ضمائرهم من المهربين، مطالبا بضرورة إيجاد عقوبات رادعة لهم، إذ لا توجد أية لائحة عقوبات واضحة وصارمة بحقهم. من جهته، رفض الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان، التعليق عن ترحيل المجهولين عبر منفذ علب، كونهم جهة غير معنية بعملية الترحيل.