يستقبل سوق خضار الخرج زبائنه من أهالي وسكان المحافظة ومراكزها يومياً بالأمراض والأوبئة التي تحملها الخضروات المشبعة بالمواد الكيميائية والمبيدات، وتلك غير الصالحة للاستخدام البشري، معرضين الجميع إلى خطر الإصابة بالعديد من الأمراض جراء تناول هذه الخضار، وذلك في ظل غياب الإجراءات المتبعة لسلامة المجتمع بأخذ العينات وفحصها طبياً بمختبرات خاصة من قبل البلدية للتأكد من خلوها من المبيدات السامة والعناصر الكيميائية الضارة والأمراض، وخطورة أكل الخضروات المصابة. واشتكى العديد من الأهالي وزبائن السوق منذ عامين تقريباً لعدة جهات للوقوف على هذه المشكلة والأخذ في الاعتبار أنها مشكلة بيئية تمس سلامة الأسرة والمجتمع، وغياب المسؤولية عن أصحاب المحلات في السوق الذين يبيعون الخضار المصابة، غير مكترثين بأضرارها المهددة لحياة المواطنين وأسرهم وأطفالهم، أمام صمت البلدية وعدم النظر في مطالبات سكان وأهالي الخرج المستمرة، بسرعة إنشاء مختبر طبي لفحص خضار السوق وبشكل يومي للتأكد من خلوه من أي ضرر قد يلحق المستهلك. وأفادت مصادر ل"الوطن" أن بعض الإدارات في قطاعات أخرى قد خاطبت البلدية بتهيئة مختبر خاص ليشرف على السوق وذلك منذ فترة طويلة، وأن رد البلدية المتكرر بالوعد والتسويف والاكتفاء بمكتب تابع للبلدية يشرف على بعض الملاحظات لا يسمن ولا يغني من جوع، كمراقبة الخضار الفاسد، وطرق عرض محلات الخضار للبضائع. وبينت المصادر أن الغرفة التجارية والمجلس البلدي قد طالبا أثناء الاجتماعات الدورية مع رئيس البلدية السابق بسرعة إنشاء معمل ومختبر يستقبل عينات خضار السوق كل صباح، وأن ميزانية المعمل المخبري حسب توضيح رئيس البلدية حينها قد رصدت والعمل جار عليه من قبل البلدية، حيث لم يظهر من هذا المشروع أي بادرة. ويقول المواطن محسن الشايق أثناء جولته في السوق لشراء الخضار ل "الوطن" إن ما يحصل من إهمال ولا مبالاة من قبل مسؤولي البلدية وهي الجهة المسؤولة وعدم الاكتراث بإجراءات الفحص المخبري يهدد حياة الآلاف جراء تناولهم الخضار دون فحص، مضيفاً أن بعض أقاربه قد تعرضت أسرهم لأضرار صحية أكد الأطباء أنها عوارض ناتجة عن أكل بعض الخضار يحوي نسبة كبيرة من سموم المبيدات والعناصر الكيميائية التي قد تؤدي أحيانا إلى الوفاة حسب سن المتضرر ومناعة الجسم، وناشد كل مسؤول معني بهذه المشكلة لديه الغيرة على أبناء بلده وسلامة مجتمعه التصرف حيال ذلك وإنهاء توزيع السموم للمستهلك على طبق من ذهب دون رقيب أو حسيب. ويضيف المواطن خالد العجمي الذي يبيع أنواعاً من الخضار في عربته أن جهل المستهلك أو عدم معرفته بما يحمله الخضار من سموم ضارة لا يعد ذنباً بقدر ما هو تقصير من البلدية وعدم اكتراث المسؤولين، موضحاً اشتراطه على أصحاب بيع الخضار قبل الشراء خلوها من المبيدات، ولا يشفع للمسؤول ترك أو نسيان خطر يوزع بفاتورة يدفعها المواطن مادياً وصحياً. من جانبه، أوضح أحد أعضاء المجلس البلدي بالخرج ل"الوطن" - فضل عدم ذكر اسمه - أن المجلس سبق وأن طالب رئيس البلدية الأسبق مراراً وتكراراً بتوفير مختبر فحص لخضار السوق بالخرج، وهذا المشروع من أولويات المجلس البلدي لمساسه بصحة المواطن والمستهلك، مشيراً إلى أهمية هذا المشروع من قبل البلدية والمجلس البلدي، ما يجعلهم يصرون على سرعة تنفيذ المشروع وبأسرع وقت لأنه يعد من المشاريع المهمة والحساسة التي تهتم بصحة المواطن والمستهلك. ونفى العضو تهاون المجلس البلدي مع هذا المشروع، مؤكداً على البوادر الحسنة لرئيس البلدية المعين حالياً الذي وعد بمتابعة هذا الملف حتى يتم إنشاء مختبر خاص بفحص عينات الخضار بسوق الخضار بالخرج. في المقابل، أكد رئيس بلدية محافظة الخرج المهندس محمد الخريف ل "الوطن" أن مشروع السوق الجديد قائم وسيستخدم جزء منه لغرض إنشاء المختبر الطبي، مشيراً إلى أن الترجمة العملية لإنشاء مختبرات من أولويات مشاريع البلدية على أساس دخولها حيز التنفيذ كباقي مشاريع البلدية، في المرحلة القادمة، وقال إن مشروع مختبرات البلدية لسوق الخضار بالخرج ضمن المشاريع التي أعدت لها كراسات وطرحت لدخول حيز التنفيذ.