لم يعد الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتل على أيدي مقاتلي "ثورة 17 فبراير"، "فاتحا" بالنسبة للكثير من الليبيين. فبعد أن كانت دور النشر الليبية التي تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب، تروج له خلال الدورات الماضية ب"الأخ العقيد"، أصبح "طاغية" بالنسبة للكثير من المؤلفات. الدار الليبية الوحيدة المشاركة في المعرض سيطرت عليها مؤلفات الثورة بشكل كبير، وعرضت عددا من الكتب، أبرزها (تشريح طاغية - الكسندر نجار)، (ثورة ليبية - أحمد عامر)، (ثورة 17 فبراير الأكثر عنفا والأكثر دموية - سيدة حسني)، (محرقة مصراتة ..الهولوكوست من جديد) - عميد متقاعد أبو القاسم عبدالله عبد العاطي)، وغيرها من المؤلفات. غير أن أبرز وصف يمكن أن يقال عن الدار الليبية الوحيدة المشاركة في المعرض، هو أنها حضرت وغاب المسؤولون عنها، إذ يتولى بائعو دار مصرية قريبة منها مسؤولية بيع ما تحتويه من مؤلفات. أما الدار الليبية فاحتوى أغلبها على كتب تحكي تشريح القذافي و"فضائحه" ومحرقة مصراتة وغيرها الكثير كما وصفتها عناوين هذه الكتب التي غلب عليها لونا الأحمر والأسود لتصف دموية وعنف ثورة فبراير. وقال البائع إنه من دار مصرية مجاورة يعاون زميله الذي لن يحضر إلا الأسبوع القادم لظروف خاصة وعلى الرغم من كثافة تواجد الرواد كان الجميع يغادرون الدار دون الشراء. وكان هكذا هو حال الدار العراقية اليتيمة التي تتميز بالمساحة الواسعة، خاوية تماماً إلا من طفل جلس على كرسي في زاوية الدار وهو يقرأ عناوين الكتب أما الكتب فلم تحتل إلا زاوية بسيطة حوت مجموعة من الروايات وبعض الكتب العامة.