دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الزعيم الليبي، معمر القذافي، للتنحي فوراً تزامنا مع حملة تأييد ليبية لحكومة مؤقتة شكلها وزير العدل السابق، مصطفى عبد الجليل، عقب استقالته احتجاجاً على حملة دموية أطلقها نظام طرابلس لقمع ثورة شعبية. وفي اعنف هجوم على القذافي على خلفية الأحداث الدامية في ليبيا، قال أوباما خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل السبت: "عندما يكون الخيار الوحيد لزعيم للبقاء في السلطة استخدام العنف الجماعي ضد شعبه، فقد خسر شرعية الحكم ويتوجب عليه القيام بما هو صحيح من أجل بلده وذلك بالرحيل الآن." ومن جانبها دعت وزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، في بيان، القذافي للتنحي: "القذافي فقد ثقة شعبه وعليه المغادرة دون المزيد من العنف وسفك الدماء.. الشعب الليبي يستحق حكومة تستجيب لتطلعاته وتحمي حقوق الإنسان المعترف بها دوليا." ولقي أكثر من ألف شخص مصرعهم خلال تصدي قوات الأمن الليبية وباستخدام طائرات حربية و"مرتزقة" أجانب، لثورة شعبية انطلقت في 17 فبراير/شباط الجاري. وانشق عدد من المسؤولين والدبلوماسيين الليبيين عن نظام طرابلس احتجاجاً على الحملة، كما تحرك مجلس الأمن الدولي وفرض عقوبات على الزعيم الليبي والمقربين منه، السبت، في خطوة مماثلة اتخذتها الإدارة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع. وإلى ذلك، أعلن ابراهيم دباشي، نائب سفير ليبيا لدى الأممالمتحدة السبت تأييده، والبعثة الدبلوماسية الليبية "مبدئياً"، لحكومة تسيير أعمال بقيادة عبد الجليل. وكان عبد الجليل قد انشق عن نظام ليبيا في 21 فبراير/شباط الحالي احتجاجاً على "الوضع الدموي" و"الاستخدام المفرط للقوة" ضد المحتجين العزل، وفق تصريحه لصحيفة "قورينا" الليبية." وقال وزير العدل الليبي السابق إن بحوزته أدلة تثبت تورط الزعيم الليبي في تفجير طائرة "بان ام" الأمريكية فوق مدينة لوكربي في الحادث الذي راح ضحيته 270 شخصاً عام 1988. وفي الأثناء، أبدى سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، ومن أبرز رموز النظام، ثقته في قدرة الحكومة على تخطى الوضع الراهن وإعادة توحيد ليبيا، لافتاً إلى أنه يرغب في تحقيق ذلك دون عنف. ويشار إلى أن العديد من المدن الليبية وقعت تحت سيطرة المحتجين، كما أشارت تقارير، ورغم دخول CNN إلى ليبيا إثر سماح الحكومة الليبية بدخول وسائل الإعلام مؤخراً، إلا أن طواقمها الصحفية لا تنتشر في كثير من أنحاء البلاد ما يصعب أمر التحقق من كافة التقارير المتناقلة من هناك. وتشهد العاصمة طرابلس هدوءا حذراً ليل السبت بعد اضطرابات، وانتشرت عناصر الأمن في شوارعها، وقال أحد السكان، رفض تسميته: "هناك إحساس مخيف يسود في المدينة التي فضل سكانها التزام مساكنهم خوفاً من العنف." وأضاف قائلاً: "يمكنك الإحساس بأن الجو مشبع بالتوتر والتوجس من شيء كبير في طريقه للحدوث.. الجميع في انتظار ذلك... إنه هدوء ما قبل العاصفة."