بعث وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة رسالة مصالحة للعلامة المغربي الراحل عبدالله كنون، إثر عتب خطته يداه قبل 8 عقود في كتاب "النبوغ المغربي في الأدب العربي"، وكان مما حمله على تأليف هذا الكتاب تجاهل المشارقة لأدب إخوانهم المغاربة. هذا العتب، كان محركا أساسيا لكي تحل المغرب ضيفا على معرض الرياض الدولي للكتاب الذي افتتحه خوجة في حفل أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مساء أمس. ووسط احتفاء كبير دشن خوجة معرض الكتاب الدولي، بحضور وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي للحكومة المغربية مصطفى الخلفي. واعتبر خوجة معرض الكتاب فرصة عظيمة للحوار، مشددا على قوة دور النشر السعودية التي باتت تقارع نظيراتها العربية والأجنبية. وفي الوقت الذي نقل فيه خوجه تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحضور معرض الرياض الدولي للكتاب بالتوفيق والسداد، رفع الشكر للملك عبدالله على رعايته للمعرض، الذي يأتي امتدادا لرعايته واهتمامه بالثقافة والعلوم والآداب. وشهد خوجة تدشين إصدار كتاب وثائقي وصفه ب"المهم"، يحكي قصة العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين، وقام بإعداده مجموعة من أساتذة جامعة أم القرى. وأبان خوجة في كلمته الافتتاحية، أن معرض الكتاب بدأ حديثا ولكنه حين بدأ، بدأ كبيرا، وأضحى رغم سنواته المعدودة من أهم معارض الكتب في العالم العربي، وهو ينمو سنة بعد سنة في عدد دور النشر المشاركة، وفي عدد الكتب المفسوحة، وفي تنوع ندواته ونشاطاته الثقافية، معتبرا أن كل ذلك ثقلا رمزيا كبيرا يضاف إلى رصيد المملكة الحضاري والثقافي، ومساهمة كبيرة في صياغة الأفكار وتشكيل الوعي". وقال إن معرض الكتاب أصبح الوعاء الأول للكتاب السعودي. وأضاف "ولنا أن نسعد كثيرا بالزيادة الكمية والنمو النوعي للكتب السعودية، فالقراء العرب وجدوا في حصاد أفكار المجتمع السعودي ما يغريهم لقراءة مؤلفات ذلك النتاج، بل والسفر من أجله، وذلك مكسب كبير". وتطرق خوجة إلى ظاهرة جديدة بدأت في المعرض ونمت معه، سنة بعد سنة، وهي ظاهرة دور النشر السعودية القوية التي باتت تنافس أمثالها من دور النشر العربية، واستقطبت لسمعتها ومكانتها الكاتب السعودي والعربي، واكتسبت قيمة فكرية متميزة في معارض الكتب العربية والأجنبية. رومانسية شاعر برومانسية الشاعر، تغزل الوزير خوجة في عدة مواطن من كلمته بالكتاب والمعرض تحديدا. وقال "يتجدد بنا العهد مع الكتاب، وتنفتح لنا مع الثقافة والفكر نوافذ وأشرعة، ونظل طوال أشهر السنة ننتظر هذا المعرض الدولي، أملا باقتناء كتاب، واجتلاء معرفة، وتحصيل ثقافة، فمحبو الكتب لا يعرفون لهذا الحب تفسيرا، هم يقولون: إن الكتاب طريق للعلم والثقافة، وهم يقولون: الكتاب خير صديق، وهم يعبرون عن ألوان من الشوق والتوق لا يحدها وصف، وكل هذا الكلام صحيح، ومع ذلك لا ينفك الكتاب يؤثر في نفوسنا تأثيرا عجيبا، فنسافر من أجله، ونحزن إن لم نفز به، ونفرح فرحا لا يستطيع الأقربون لنا تفسيره إن اقتنيناه، ونحيطه بألوان من الإجلال يستحقها، ونظل نقلبه بين أيدينا، ونوليه حبا خالصا ونأنس إليه، ونبتسم له، أجل إنه الكتاب". وأضاف في سياق تغزله "لنا أن نصوغ أشعارا في صداقته، وأن نقرن الحكمة بالحكمة وصفا له، ومع ذلك فلكل واحد منا حكاية مع كل كتاب أحبه، ولعل كل واحد منا أحس مرة بعد مرة أنه أحب كتابا حتى تمنى أن لا ينتهي من قراءته، وأن تبتعد الصفحة الأخيرة منه، بل أن لا تجيء. إنها رومانسية الكتب تجعل قراء الكتب كلهم عشاقا وتجعل كلماتهم في الكتاب شعرا". واختتم بالقول" هذا حالنا مع معرض الرياض الدولي للكتاب، نسعد به كثيرا، ونظل ننتظره شهرا فشهرا، نستعد له، ونربط مواعيدنا به، ولا غرابة في ذلك، فهو موسمنا الثقافي الأكبر، تمتزج فيه ألوان من الثقافة، سوق عظيمة للكتاب وفرصة للحوار والمثاقفة، تتيح لنا أفقا أرحب لقبول الآراء المختلفة، ولمعرفة كيف يفكر الآخرون، فالمعرض يمنحنا مساحة واسعة لعرض الأفكار، وتعلم الحكمة وتعدد الميول والرغبات، فبغير الاختلاف لا تنمو الثقافة ولا تتكون الأفكار".