افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء اليوم معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 1434 / 2013م الذي يقام بعنوان (الحوار ... ثقافة وسلوك) ويستمر عشرة أيام بمشاركة دولة ضيف الشرف المملكة المغربية الشقيقة ، بحضور نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر ، ووكلاء الوزارة وذلك في مركز المعارض الدولية بالرياض. عقب ذلك ألقى وزير الثقافة والاعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالحضور في معرض الرياض الدولي للكتاب، في موسمه الجديد لعام 1434 ه/ 2013م, راجيا للجميع أوقاتا مفعمة بالثقافة والإبداع وهم يلتقون من جديد بالكتاب. ورفع معاليه أسمى آيات الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الرعاية الملكية الكريمة للثقافة والمثقفين, وعلى رعايته لمعرض الرياض الدولي للكتاب امتداداً لرعايته واهتمامه –حفظه الله- بالثقافة والعلوم والآداب , كما يشرفني أن أنقل إليكم جميعا تحياته وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد. وقال " الإخوة والأخوات يتجدد بنا العهد مع الكتاب, وتنفسح لنا مع الثقافة والفكر نوافذ وأشرعة, ونظل طوال أشهر السنة ننتظر هذا المعرض الدولي, أملا باقتناء كتاب واجتلاء معرفة, و تحصيل ثقافة، فمحبو الكتب لا يعرفون لهذا الحب تفسيرا, فالكتاب طريق للعلم والثقافة , والكتاب خير صديق , والجميع يعبرون عن ألوان من الشوق و التوق لا يحدها وصف.. فالكتاب يؤثر في نفوسنا تأثيرا عجيبا, فنسافر من أجله , ونحزن إن لم نفز به. وأضاف " نفرح فرحا لا يستطيع الأقربون لنا تفسيره إن اقتنيناه , ونحيطه بألوان من الإجلال يستحقها , ونظل نقلبه بين أيدينا , ونوليه حبا خالصا , ونأنس إليه, ونبتسم له.. أجل إنه "الكتاب"! ولنا أن نصوغ أشعارا في صداقته .. وأن نقرن الحكمة بالحكمة وصفا له, ومع ذلك فلكل واحد منا حكاية مع كل كتاب أحبه , ولعل كل واحد منا أحس مرة بعد مرة أنه أحب كتابا تمنى ألا ينتهي من قراءته, وأن تبتعد الصفحة الأخيرة منه, بل أن لا تجيء, إنها رومانسية الكتب, تجعل قراء الكتب كلهم عشاقا , وتجعل كلماتهم في الكتاب شعرا". وتابع قائلا: هذا حالنا مع معرض الرياض الدولي للكتاب. نسعد به كثيرا, ونظل ننتظره شهرا فشهرا. ونستعد له, ونربط مواعيدنا به, ولا غرابة في ذلك, فهو موسمنا الثقافي الأكبر, تمتزج في ألوان من الثقافة : سوق عظيمة للكتاب , وفرصة للحوار والمثاقفة , تتيح لنا أفقا أرحب لقبول الآراء المختلفة , ولمعرفة كيف يفكر الآخرون, وماذا يحبون, وماذا يفضلون؟ ولكن المعرض , في كل أحواله, يمنحنا مساحة واسعة لعرض أفكارنا , ويعلمنا حكمة أن تتعدد ميولنا و رغباتنا , فبغير الاختلاف لا تنمو ثقافة, ولا تتكون أفكار, وبالتقاء الأفكار و حوارها يتقدم الفكر الإنساني , وتنفتح للبشرية أبواب جديدة, وليس سوى الكتب يفسح لنا هذا الطريق, تعلم, وتثقف, وتهز ما ألفناه , فنتحاور معها , ونتفق ونختلف, وبذلك نبني فكرا جديدا , ونضيف لبنة إلى صرح الثقافة والحضارة .
وأشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب بدأ حديثا , لكنه حين بدأ.. بدأ كبيرًا, وأضحى رغم سنواته المعدودة من أهم معارض الكتب في عالمنا العربي, وهو, بفضل الله تبارك وتعالى , ينمو سنة بعد سنة , في دور النشر المشاركة وفي عدد الكتب المتاحة , وفي تنوع ندواته ونشاطاته الثقافية المصاحبة, وفي قاصديه الذين يعرفون له قدره وقيمته, وكل ذلك ذو ثقل رمزي كبير يضاف إلى رصيد بلادنا الحضاري والثقافي, ومساهمة كبيرة في تشكيل الوعي وصياغة الأفكار,وهو ما نشاهده موسما بعد موسم.
ولفت النظر إلى أن المعرض يتيح للجميع معرفة أكثر بالكتاب , قديمة وحديثة, ويقف على صلة الناس بالكتاب والثقافة, ويعرفنا على قيمة نتاج مثقفينا, مبينا أن المعرض اليوم أصبح الوعاء الأول للكتاب السعودي الذي يتمتع بالزيادة الكمية والنمو النوعي للكتب السعودية، ليجد القراء العرب في حصاد الفكر السعودي ما يغريهم بقراءة مؤلفاتنا, والسفر من أجلها , وهذا مكسب كبير. وأضاف " كما أننا أصبحنا اليوم نشاهد ظاهرة جديدة بدأت مع المعرض ونمت معه, سنة بعد سنة , وهي ظاهرة دور النشر السعودية القوية, التي باتت تنافس أمثالها من دور النشر العربية,واستقطبت بسمعتها ومكانتها الكاتب السعودي والعربي, واكتسبت قيمة فكرية متميزة في معارض الكتب العربية والأجنبية".