نجت 30 طالبة سعودية في المرحلة المتوسطة أمس من كارثة حقيقية، بعدما انحرفت الحافلة التي كان يقودها مقيم هندي بسرعة كبيرة عن مسارها، لتصطدم بأحد المنازل في حي الحويلات في مدينة الجبيل الصناعية. وأوضح عدد من الطالبات الناجيات أن الحافلة التي كانت تنقل طالبات المتوسطة الرابعة بالهيئة الملكية أثناء انصرافهن من المدرسة انحرفت عن مسارها جراء السرعة الكبيرة التي كان يقود بها قائد الحافلة، ما أفقده السيطرة عليها لترتطم بأحد المنازل، ما تسبب في حالة خوف وهلع كبير لدى الطالبات. وأضفن أنهن تقدمن في وقت سابق بشكوى لإدارة المدرسة على قائد الحافلة بسبب سرعته العالية أثناء القيادة، مشيرات إلى أن السائق كان متوترا ويعيش حالة نفسية عصبية، وذلك قبل وقوع الحادث. وقال ل"الوطن" صاحب المنزل الذي ارتطمت به الحافلة جمعان الزهراني إن أحدا لم يصب من أفراد أسرته جراء الحادث، لكنه أوضح أن قوة الاصطدام بالمنزل تسببت في حالة ذعر أصابت أفراد أسرته، مضيفا أنه لم يكن هناك أي إصابات بين الطالبات. وإلى ذلك، وضمن تداعيات حادثة الحافلة التي شهدتها الجبيل الصناعية الأربعاء الماضي وأسفرت عن وفاة 6 طلاب بعد اصطدام الحافلة التي كانت تقلهم بسيارة من نوع تاهو، توالت ردة الفعل الغاضبة من آباء الطلاب المتوفين، وذلك أثناء العزاء الذي أقامته المدرسة الخاصة التي يدرس بها الطلاب. وقال المهندس وائل إبراهيم والد الطفل المتوفى زياد، إنه تلقى الخبر المفجع فور وقوع الحادث، لكن الفاجعة الأكبر هي بحثه في مستشفيات الهيئة الملكية والجبيل البلد عن جثمان ابنه، مشيرا إلى أنه استمر في البحث حتى الساعة 5 مساء، حيث تم إبلاغه بنقل جثمان ابنه إلى مستشفى صفوى العام، متسائلا عن سبب نقل جثمان طفله لمستشفى يبعد 70 كيلو مترا، في الوقت الذي يوجد فيه مستشفيات مؤهلة بالجبيل، مبديا استغرابه من عدم إبلاغه بوجود جثة طفله في مستشفى صفوى الا بعد مضي 6 ساعات من وقوع الحادث، ويتفق معه والد الطفل محمد حسن عامر باكستاني الجنسية، في أنه واجه المصير نفسه بالبحث عن جثة طفله بين المستشفيات. وكشفت مصادر طبية أن جميع المصابين جراء الحادث خرجوا من المستشفى، ولم يتبق سوى طفل سيرلانكي ما زال يتلقى العلاج اللازم. وانعكس الحادث على تغيير نمط وسلوكيات أولياء أمور الطلاب في الجبيل الصناعية، حيث قرر كثير منهم توصيل أبنائهم إلى مدارسهم بأنفسهم وعدم الاعتماد على نقلهم عبر الحافلات المستأجرة أو سيارات المشاوير الخاصة. من ناحيته، قال ل"الوطن" مدير مرور الجبيل العقيد سعود بن شجاع العتيبي إن التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل وملابسات الحادث، مشيرا إلى إنهم تلقوا مطالبات من أهالي الجبيل الصناعية بوضع حاجز إسمنتي على طريق (1) يفصل بين المسارين اللذين يشهدان حوادث متكررة يؤدي إلى انحراف المركبات إلى المسار الآخر، مبينا أنه تمت مخاطبة الهيئة الملكية بالجبيل لوضع الحاجز.