هل يمكنك النوم على قطع زجاج، أو المشي على فحم مشتعل، أو التوقف عن التنفس وأكل الطعام في نفس الوقت؟ إذا كانت إجابتك "لا"، فهذا يعني أنك لست من ضمن أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بزيادة في هرمونات "الأدرينالين" و"النوأدرينالين"، والهرمونات في الغدة "فوق الكظرية" في الدماغ بنسبة 25%، والتي ينقلها السيال العصبي "دوبامين" ما بين المخ والدماغ. ومن أولئك الأشخاص الذين تستهويهم ممارسة الرياضات الخطرة رئيس لجنة العروض في الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو محمد العصيمي الذي يمتلك مهارات أخرى إضافة إلى رياضة التايكوندو – المستوى الخامس وفروعها "الآي كيدو" و" الجيت كيندو" فهو أيضا أسس منذ عشر سنوات أول فرقة سعودية متخصصة في الألعاب والفنون الخطرة، وهي فرقة "النمور السعودية" التي من خلالها ابتكر العديد من الألعاب الخطرة، ومنها لعبة الأهرام الزجاجية التي تعتمد على أن يقوم اللاعب بالنوم على هذه الأهرامات، ومن ثم توضع فوقه لوح خشبي ثم يقف اثنان أو ثلاثة من اللاعبين على هذا اللوح. وأضاف العصيمي: أن من الفنون الأخرى التي تمارسها الفرقة كذلك الأكل والشرب التي تعتمد تقنيتها على أن يأكل ويشرب الشخص بالشكل المقلوب داخل الماء، موضحا أن مشاهداتهم للعروض خارج المملكة أو بالتلفاز هي المصدر الذي يستقون منه بعض الأفكار، ثم يقومون بتطويرها، مشيرا إلى أن من كانوا يعارضون ما يفعلونه قد أصبحوا أكثر المشجعين لهم. وعن المتعة الخفية خلف ممارسة هذه الألعاب قال العصيمي: إن هذه الرياضة قد تعلم منها الثقة بالنفس، وأبدلت كلمة الخوف لديه إلى حذر من خلال التخطيط في كيفية المجازفة والمغامرة، وأن المتعة الكبيرة تكمن في الإنجاز، فالمرء حينما يشعر بأنه قد أتم عملا صعبا، فإنه يشعر بمتعة، فهو من خلال ذلك يريد إيصال رسالة للجمهور بأن الإنسان مهما وضع حدودا داخلية في نفسه، فإنه يستطيع إنجاز ما هو مستحيل. ومن جانبه، يؤكد قائد فريق "اللهب الأسود" للألعاب الخطرة محمد مذكور أن ممارسة هذا النوع من الفنون تجعل الشخص أكثر تركيزا على ما يريد إنجازه، وأن الشخص عندما يجتاز مرحلة فإنه يصّر على تحدي نفسه بأن يصل إلى مرحلة أخرى أكثر صعوبة. ويصف مذكور شعوره بالسعادة حينما يرى الجمهور قد انبهر من عروضه التي يقدمها، حيث استطاع أن يحقق رقما قياسيا عالميا في فن استخدام السيف في رياضة الساموراي المتخصص بها. وأوضح أن انطلاقته بدأت منذ عام 1422ه، حيث استطاع قطع 50 تفاحة فوق رأس 50 شخصا خلال 60 ثانية، متجاوزا بذلك بطلا أمريكيا سبق أن حقق رقما قياسيا الأعوام الماضية، بالإضافة إلى ذلك حطم الرقم القياسي في ثني 22 سيخا حديديا بطول مترين وسمك 12 ملم، وذلك خلال 46 ثانية متغلبا بذلك على بطلة بريطانية استطاعت ثني 12 سيخا خلال دقيقة. ويضيف مذكور: أن بإمكانه أن يقطع بعض الخضراوات أو الفواكهه عند منطقة النحر أو العين أو الفم، كذلك استطاع أن يجعل سيارة نوع "هايلكس" تقف فوق صدره في مهرجان عنيزة السياحي العام الماضي. ويشكو قائد الفريق قلة الدعم الذي لا يجده في الغالب من قبل المسؤولين في المملكة، حيث إنه وأثناء إقامة حفل توقيعه مع موسوعة جينيس للأرقام القياسية أرسل عدة دعوات لعدد من المسؤولين، ولكنهم اعتذروا بحجة أن ما يقوم بفعله أمر له اهتمام أجنبي فقط، ويعتبر إنجازا شخصيا. وأكد مذكور أن ما يفعله هو من أجل إسعاد الناس وعكس ما يقولون، وأيضا يرى أنه من الضروري أن يهتم المنسقون في المهرجانات بالفرق الاستعراضية المحلية مثلما يهتمون بإحضار الفرق الأجنبية، مشيرا إلى أنه سبق وأن عرض معه أحد أعضاء فرقة كندية كانت قد قدمت إلى المملكة، وشاهدت الفرقة عروضه، وأبدت رغبتها في أن يشترك معهم في الفرقة، لكون ذلك النوع من الفنون التي يمارسها غير موجودة في كندا. وعزا مذكور أسباب انتقادات البعض لمن يمارس الفنون الخطرة إلى الفرق العشوائية التي تمارس هذه الفنون بجهل ودون علم أو دراسة مسبقة، بل يقومون بمغامرة لا يفهمونها جيدا. يقول مذكور: "سبق أن اجتمعنا مع بعض تلك الفرق حتى نقوم على دمجهم معنا في سبيل تعليمهم لكنهم رفضوا بحجة أنهم يحسدونهم على ما يفعلون، ولذلك أدخلتهم هذه الفرق العشوائية في عدة مشاكل وإحراجات مع بعض المسؤولين في القطاعات الحكومية، خاصة وأن منظمي بعض المهرجانات والاحتفالات يتجهون إلى استقدامهم لأن ميزانياتهم تقل كثيرا عن الفرق الأخرى المتمكنة. وحول التفسير العلمي لحب المغامرة وممارسة الألعاب الخطرة أوضح جراح المخ والأعصاب من مستشفى المواساة بالدمام الدكتور أشرف الحفناوي أن "الأشخاص الذين تتملكهم الرغبة في خوض غمار الألعاب الخطرة يمتازون عن غيرهم في كونهم يمتلكون زيادة بنسبة 25% في إفراز هرمونات "الأدرينالين" و"النوأدرينالين"، وهرمونات الغدة "فوق الكظرية"، ولذلك نجدهم أشخاصا لا يشعرون بالبرد أو الخوف، ويحبون مواجهة المخاطر، ولديهم الشجاعة الكافية على الإقدام والمثابرة.