بعد 6 سنوات من نجاح دار عنيزة للتراث الشعبي الذي أسسه ستة أشخاص كانوا يمارسون "السامري" بمزرعة، تحولت الدار حالياً إلى مركز لتدريب الشباب والهواة على شتى الفنون والألوان الشعبية، إلا أن القائمين عليها اشتكوا من أن قلة في المجتمع يتحسسون من رسالة الفن. ولم يخف رئيس دار عنيزة للتراث الشعبي صالح بن فرج الفرج أن هناك من يتحسس من الفنون الشعبية لا يزالون يشكلون عائقاً غير مُعلن وغير واضح لدى دار عنيزة للتراث الشعبي، وتوقع أن يزداد الإقبال في السنين القادمة على الموروث الشعبي بعنيزة، نظراً لكثرة الطلب عليه الآن، وأنهم يطمحون أن يكون الفن الشعبي موروثاً شعبياً لآبائهم وأجدادهم متأصِّلاً لدى العامة من الناس. وأشار الفرج إلى أن بداية تأسيس الفرقة كان من خلال مجموعة من كبار السن ممن يعشقون فن "السامري"، وكانت تُمارس في مزرعة أحدهم لمدة ثمانية أعوام، ورغم قلة العدد إلا أنهم كانوا يطورون الفنون الشعبية من الحوطي والناقوز وفن الربابة، بالإضافة إلى العرضة السعودية حتى بدأت لديهم فكرة إنشاء وتأسيس فرقة للفنون الشعبية لحفظ الموروث الشعبي، واختيار أعضاء لها بعناية فائقة، حتى تطورت الفرقة وشاركت في ذلك الوقت بملعب السويل الشهير بعنيزة. وبيّن أن الفرقة بات لها صيتٌ واسع على مستوى منطقة القصيم كلها، وأن الشيخ عبدالعزيز بن منصور الخنيني والشيخ إبراهيم الخويطر تبرعا لها بأرض مساحتها 6000 متر، لتكون بداية انطلاقة الفرقة بشكل رسمي ومُعلن للجميع من أهالي المحافظة، تحت اسم "دار عنيزة للتراث الشعبي"، مشيراً إلى أنه تم إنشاء المبنى خاص بالدار، الذي يستوعب أكثر من 400 شخص، ويضم "9" أشخاص، الرئيس ونائبه والمُحاسب وأمين الصندوق وخمسة من الأعضاء، ويحوي دائرة تحكم إلكترونية، جُهزت بوسائل حديثة للتسجيل وللنقل الفضائي، وصالات استقبال للضيوف، ومتحف تراثي، وخدمات مُساندة، بالإضافة إلى مصنع الطبول الخاص بالدار بأيدي شباب ورجال امتهنوا هذه الصنعة وتعلموها. وكشف رئيس دار عنيزة للتراث الشعبي عن توسعة جارية في الوقت الحالي في أرض جديدة منحها أحد الأعيان للدار، وأن الإدارة تعكف حالياً على تجهيز مكتبةٍ تراثية تحوي الكُتب والدواوين الشعرية والقصائد والأشرطة السمعية والمرئية للفنون الشعبية والشيلات، مبيناً أن الفرقة لها مشاركات في مهرجان الجنادرية كل عام منذ عام 1433، إلى جانب مشاركتها في مهرجانات السياحة على مستوى مناطق المملكة التي تتم دعوة الدار لها بشكل رسمي وثابت، مثل مناسبات منطقة الرياض وحائل والمنطقة الشرقية والغربية واحتفالات مناطق سدير وغيرها، ومناسبات الأعياد، إلا أن الفرج تساءل عن غياب الاهتمام من قبل وزارة الثقافة والإعلام، مُمثلةً في إدارة التراث والفنون الشعبية.