أبدى عدد من المرشدين الطلابيين في مدارس الشرقية، تخوفهم من أن تتحول حملات التوعية للطلاب عن مخاطر المخدرات إلى دفعهم لتجربتها، مطالبين في الوقت ذاته بتشديد الرقابة من قبل وزارتي العمل والتجارة على العمالة المقيمة المتهم الأول في ترويج المخدرات. وأوضحوا خلال ورشة تدريبية جمعت أكثر من 100 مرشد ومعلم في مدارس قطاع الخبر والظهران نظمها قسم التوعية البيئية الصحية بجمعية ود للتكافل والتنمية الأسرية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية صباح أمس، أن ما نسبته 50 % من الطلاب في الخليج مدخنون، لافتين إلى أهمية تقنين استخدام أدوية الاكتئاب التي قد يؤدي سوء استخدامها إلى الإدمان. وأبان المرشد الاجتماعي والتربوي جاسم المهندي خلال الورشة، أن من أهم أسباب الإدمان على المواد مثل "الغراء" الإهمال الأسري والعاطفي، علاوة على الاستعداد الشخصي ودور أصدقاء السوء، إلى جانب توفر أوقات الفراغ والسهر خارج المنزل، إضافة إلى حب الاستطلاع والفضول بشكل خاطئ، مشيرا إلى أن رخص هذه المواد وسهولة شرائها يسهمان في الإدمان على الغراء، إلى جانب ضعف الوازع الديني وقلة الدور الذي تلعبه أجهزة الإعلام المختلفة. وأكد المهندي أن الأب يستطيع اكتشاف تعاطي ابنه لمثل هذه المواد التي تعرف بالتشفيط عبر عدة نواح تختص بالسلوك وبالمظهر الخارجي إلى جانب الحالة الصحية، لافتا إلى أن طلب الكثير من المال وبإلحاح والسرقة من الأمور الملفتة لنظر الأب، ويستطيع من خلالها اكتشاف تعاطي ابنه إلى جانب الميول العدوانية والتسبب في الكثير من الحوادث وجرائم العنف، كذلك التحرش والاعتداء الجنسي والنوم خارج المنزل وتقلب المزاج. ومن جانبها، أشارت رئيسة جمعية ود الخيرية بالخبر نعيمة الزامل إلى استكمال المرحلة الثانية لحملة "حياتك غالية" التي تهدف إلى الوقاية من أضرار المخدرات من خلال ورش تدريبية تربوية واجتماعية ونفسية للمرشدين الطلابيين والمعلمين في مختلف المراحل التعليمية، وذلك من قبل مختصين في هذا المجال تماشيا مع هدف الجمعية في نشر الوعي لرفع المستوى الثقافي والاجتماعي والصحي بين أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن الجمعية تخدم 1305 أسر بينهم 92 مدمنا. إلى ذلك، أوضحت رئيسة قسم التوعية البيئية والصحية ابتسام الشيخ، أن الورشة التدريبية تهدف إلى تصحيح نظرة المجتمع السلبية تجاه المتعافي المدمن واحتوائه وتوعية أفراد المجتمع بالآثار السيئة للمخدرات وتفعيل قاعدة" الوقاية خير من العلاج". وأشارت إلى آلية تطبيق البرنامج في المدرسة عبر تقديم ورش تخدم أهداف البرنامج للطاقم التعليمي والإداري في المدرسة، وتنفيذ برنامج تثقيفي ترفيهي للطلاب، وآخر خاص بأولياء الأمور يخدم أهداف الحملة، كما توجد معايير لتقييم كل مدرسة من خلال متابعة مباشرة من الموجهين المكلفين من وزارة التربية والتعليم، كذلك يتم إرسال استبيان لطلاب من الجمعية لتقييم البرنامج الذي نفذته المدرسة، وأخيرا تنظم الجمعية برنامجا للطلاب يقيس معدل تأثرهم بالبرنامج الذي نفذته مدارسهم، وسيتم بعد ذلك تقديم حوافز للمنفذين وتكريم المتميزين.