رحل عنا رجلا عظيما في شخصيته وإدارته وحكمته وعطائه وتواضعه، وإذ نحن نتذكر ما أسهم به صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز - رحمه الله - في خدمة دينه ومليكه ووطنه وأمته وما حققه من إنجازات وما قام به من مسؤوليات في المهام التي أوكلت إليه واللجان التي رأسها، فقد كان أبا حنونا للجميع وموجها وقائدا فذا، إن سموه -يرحمه الله- كان مميزاً في جميع الأعمال التي قام بها، وعلى المستوى الشخصي كان سموه مؤسسة خيرية شاملة عم نفعها الكبير والصغير والقاصي والداني، مسهماً في تخفيف المعاناة عن أصحاب الاحتياجات الخاصة والفقراء والمساكين. فرحيل سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز لا يمثل خسارة للمملكة العربية السعودية فحسب بل يمثل خسارة للأمتين العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء، حيث كان رجلا مخلصا، مثالا للموظف الملتزم بالأنظمة واللوائح، وكانت أولوياته تتمثل في تحقيق مصالح ورفاهية المواطنين ودولته وتقدمها في جميع المجالات، وحريصاً على تحقيق الأمن والسلم، بقلبه الطيب وعطاءاته الكبيرة في أوجه الخير والتنمية الفكرية والثقافية والاجتماعية عبر جملة من المشاريع. كما أولى عناية خاصة بمشاريع العاصمة، وكان آخر ما وقف عليه وتابعه مشكلة النقل العام وإقرار أحدث وسائل النقل وأجودها لتمثل شبكة عالمية تربط أطراف العاصمة ببعضها البعض، على الرغم من مشاغله الكثيرة فقد كان -يرحمه الله- حريصاً على المتابعة الشخصية للحالات الإنسانية والتجاوب مع المؤسسات الخيرية، وما أدل على ذلك من تبرعه بأعضائه بعد وفاته حرصا منه -رحمه الله- على تخفيف معاناة أصحاب تلك الحاجات، وهذا يدل على ما كان يتمتع به من حس إنساني نابع من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. إنني أرفع بأحر التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ولكل من الأميرين عبدالعزيز وفيصل ابني الفقيد، وللأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي والأمة الإسلامية، في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.