لتلافي ما قد يحدث من مشاكل بين زوجتيه، يتمسك "أبو خالد" بضرورة إخلاء المقعد الأمامي، لأنه بذلك يتجاوز ظهور مشاكل قد تعكر صفو العائلة بأكملها، والتي تحدث كثيرا بسبب هذا المقعد الذي تتنافس عليه الزوجتان.. كل واحدة منهما ترى أن من حقها أن تجلس عليه. "أبو خالد" الذي يتجنب بذلك التوتر الذي سيلازم الجميع طوال رحلته، ولا سيما في حال كانت الرحلة لمسافة طويلة، يوضح قائلا: "تتركز المشاكل التي أواجهها كمتزوج من اثنتين حول الجلوس في المقعد الأمامي بجانب السائق، والذي يمثل بنظرتيهما قيمة اجتماعية لا يمكن التنازل عنها، خاصة أمام الجيران". وتابع بتهكم وسخرية: "ربما عدم الجلوس في مركز الصدارة ذاك يتسبب في التقليل من شأن إحداهما" "يقصد زوجتيه". تقول الزوجة الأولى "أم بدر" "الزوجة الأولى لها احترامها وتقديرها، خاصة في حال كانت كبيرة في السن مثلي، ولا بد أن تعي "الثانية" بأنها دخيلة على الأسرة، وتقدر في الوقت ذاته فارق العمر الذي يحتم عليها التنازل عن المقعد الأمامي". وتابعت: "إلا أن الأمر عند ضرتي يختلف تماما، وتصر دائما على المكوث بجانب "أبي بدر" في المقعد الأمامي، معتبرة أنها الأحق في ذلك، كوني قد تمتعت طيلة الأعوام السابقة بهذا المقعد". الصراع على المقعد الأمامي في السيارة لا يختلف عند "سامية"، على الرغم من كونها الزوجة الوحيدة، تقول "لدي ضرة ذات نفوذ، فرغباتها أوامر ، فهي المدللة التي لا يمكن التنازل عن المقعد الأمامي على الرغم من كوني الأحق به، إنها أخت زوجي التي لم تتجاوز الخامسة عشرة". وتابعت سمية قائلة: "في كل مشوار تذهبه تستولى أخت زوجي على المقعد الأمامي دون أي اعتبار، كونها زوجة، ومن حقها أن تنعم بذلك المكان". وعن زوجها قالت: "بطبيعة الحال هو لا يستطيع كبح جماح تلك المدللة، وإن فعل سيكون عرضة للوم والدته". أما باسمة العنزي (طالبة جامعية) تقول: "استفدت كثيرا من الخلاف على المقعد الأمامي بين زوجات أخي، ففي كل مشوار يجبرني أخي على الذهاب برفقتهم، وأنعم وحدي بالمقعد الأمامي". وتابعت "حتى أبنائه وبناته لا يمكن لأحد منهم أن يجلس في المقعد الأمامي في حضرة زوجاته، تجنبا للخلاف الذي لا يقتصر على جلوس الزوجات في المقعد الأمامي، بل يمتد إلى الأبناء، حيث يبدأن بالنقاش الحاد وتردد كل واحدة منهن.. لماذا هذا الابن دون ذلك". وأنهت باسمة حديثها قائلة: "لذلك أجدني مجبرة على مرافقتهم أينما ذهبوا تجنبا لوقوع الخلاف". من جانب آخر، يفضل "أبو سالم" عدم اصطحاب زوجتيه مع بعضهما البعض تجنبا لوقوع صراعات على المقعد الأمامي، متحملا بذلك كثرة المشاوير. ويعزو ذلك الخلاف إلى نظرة التقليل من الشأن السائدة في مجتمعنا، يقول: "المشاوير برفقة الضرائر تجعل الرأس قاب قوسين أو أدنى من الانفجار، فالصراعات في عالم الضرائر كثيرة وقد تبدأ من المقعد الأمامي، فإذا تحدثت مع إحداهن اتهمتني الأخرى بإهمالها، فتنهال علي بوابل من التهديدات التي تبدأ بالرسائل القصيرة أثناء ذلك المشوار". من جانبها، أكدت أخصائية علم الاجتماع سلطانة الشمري، "أن الصراع على المقعد الأمامي بالسيارة شائع في المجتمع، لارتباط الجلوس في هذا المكان بقيمة ومنزلة الشخص، وهذا اعتقاد خاطئ. وتضيف: إن الأمر مرتبط ب"صراع النفوذ" الذي يدور بين الضرائر، لاعتبار مرتبط على الدوام بأن الضرة هي مصدر منافس، وقالت: هذا الأمر بحاجة إلى اتخاذ القرار من قبل الزوج، وبحاجة إلى تفسير طويل للخروج من "صراع النفوذ" الذي قد يتحول إلى خلاف مستمر تصعب السيطرة عليه، في حين نصحت الشمري الضرائر بضرورة تحكيم العقل، وقالت: لا بأس بالمقعد الخلفي، وعلى الزوجات اللواتي يشعرن بالغيرة والغبطة لجلوس إحداهن بالمقعد الأمامي وبجانب الزوج، أن يحاولن التماشي مع الأمر وهن بالمقعد الخلفي، تجنبا لوقوع الخلافات التي قد تعكر من صفو عائلة بأكملها.