يحرص بعض أصحاب السيارات ذات الموديلات القديمة "التراثية" وأيضا "الفارهة" في الرياض على عرض سياراتهم للبيع في الشوارع الذكية لجذب الزبائن إليهم وبيعها بأسعار مرتفعة. ففي شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز الشبابي الشهير ب"التحلية" الذي يعتبر أكبر شوارع العاصمة رصدت "الوطن" العديد من السيارات المعروضة للبيع على أرصفة الشارع مزودة بأرقام هواتف أصحابها، ولافتات أخرى تشرح مواصفات السيارة والمبلغ المطلوب لبيعها، كما يعلق آخرون لافتات تحذر من أن السيارة مزودة بأجهزة إنذار لضمان عدم سرقتها أو العبث بها. وقال ل"الوطن" أحد المواطنين الذي يعرض سيارة تراثية في الشارع يدعى عبدالرحمن الشريدة إنه اختار "التحلية" لعرض سيارته للبيع كون الشارع شهيرا ويرتاده الناس بأعداد كبيرة وبالتالي يجد زبائن أكثر، لافتا أنه يعرض سيارة تراثية موديل 64 كانت ملكا لابنه حينما كان يكمل دراسته الجامعية في الخارج وبعد عودته اصطحب السيارة معه إلى المملكة. وأشار إلى أن النظام المروري هنا يمنع الاستفادة من مثل هذه السيارات ويمنع مرورها في الشوارع وهو قرار مجحف بحق هواة السيارات التراثية خاصة وأن سيارته تجاوزت الفحص الدوري للسيارات وقيادتها آمنة ويلتزم بالأنظمة المرورية، كما تبدو السيارة نظيفة وفي حال جيدة ولا تصدر عوادم مضرة كما هو حال العديد من سيارات العمالة الخردة التي تجوب الشوارع ويسمح لها بالمرور فيما تمنع السيارات التراثية رغم أنها آمنة ولا تسبب أي ضرر مروري أو بيئي، مطالبا بإعادة النظر في هذا القرار وأن يسمح باستخدام هذه السيارات كنوع من الإرث الحضاري الذي كان يعيشه الآباء والأجداد. وشاب آخر اكتفى باسمه الأول "فيصل" قال إنه يمتلك سيارة فارهة من نوع "مرسيدس" ويحرص على اختيار الشوارع الراقية كالعليا والتحلية والتخصصي لعرض سيارته الفارهة كون هذه الشوارع راقية ويرتادها الكثير من هواة السيارات على مدار الساعة ويدفعون السعر الذي تستحقه السيارة بعكس معارض السيارات التي يسيطر عليها "شريطية" يبخسونه الثمن، إضافة لعدم الإقبال على شراء السيارات الفارهة في تلك المعارض. وبين أن هذه السيارات لها زبائنها الخاصون وبالتالي لا يمكن عرضها في مزاد المعارض، متمنيا من أمانة الرياض عدم سحب السيارات المعروضة للبيع لأنها تقف في مواقع فسيحة لا تضايق المارة ولا تشكل خطرا على الشوارع بل تعطيها نوعا من الحيوية عبر عرض سيارات تراثية وفارهة تجذب هواة السيارات إليها.