اشتكى أولياء أمور طلاب مدرستين للبنين بمحافظة الخرج هما ثانوية الخرج، ومدرسة اليمامة الابتدائية المتقابلتين على شارع رئيس من تجمع العمالة المتخلفة والسائبة عند أبوابهما كل صباح، مما يربك حركة مركباتهم أثناء توصيل أبنائهم للمدارس، مطالبين بضرورة حل هذه المشكلة التي تخدش الحياء والمنظر العام، وتعيق حركة أبنائهم في منبع تعليمي، بما ينافي الضوابط الدينية والتعليمية. وشبه أولياء الأمور المنظر العام لتجمعات العمالة بأنه يعيد إلى الأذهان منذ الوهلة الأولى مشهد ازدحام الباعة الجائلين في بعض أماكن ارتياد المتسوقين وخارج المجمعات التجارية، أو حول مساحات الجوامع المكتظة بالمصلين، لكن سرعان ما يكتشف المرء أن الباعة الجوالة الموجودين على أطراف الشارع بلا بسطات أو سلع للبيع، سوى تجمع العمالة المتخلفة والسائبة المخالفة لأنظمة العمل والعمال، مشوهين بذلك المنظر العام للمدينة، ومنتهكين أنظمة السير المرورية بإعاقة الحركة في الشارع، والتسبب بالازدحام والحوادث أحيانا على طريق يعاني وقت الذروة من ازدحام شديد وانتصافه لعدة دوائر حكومية، إضافة إلى بعده فقط بعشرات الأمتار عن بوابة مبنى المصانع الحربية. وقال على عبدالله والد أحد الطلبة المتضررين من وقوف العمالة أمام مدرسته إن هناك عدم مبالاة من المسؤولين بمعاناة الطلاب اليومية جراء منظر تجمعات العمالة المتخلفة أمام بوابة إحدى روافد التعليم، داعياً إلى ردع هذه العمالة وتفريقهم حتى انتهاء وقت دخول الطلاب، وتنظيم حركة السير، ويتفق معه المواطن محسن الدوسري، ويضيف أن المعاناة يومية تصاحبه كلما همّ بإيصال طالب والوقوف أمام مدرسته، خصوصاً الازدحام واختناق حركة السير بسبب جلوس العمالة وافتراشهم الأرض بلا مراعاة أو اهتمام أو حتى خوف من الإدارات المعنية بصدهم أو مساءلتهم. في المقابل، أوضح المشرف التربوي بمدرسة ثانوية الخرج محمد فرحان العنزي أنه يستقبلون الطلاب يومياً بصراخ الزحمة واختناق الحركة المرورية وتجمهر العمالة المخالفة وتضييق الممرات والرصيف بأدوات البناء والخشب، وعدم تمكين الطالب حتى في الدخول المريح والمفترض وتشتيت ذهنه، وتابع "هذا المنظر الخادش للحياء والمسيء للمنظر العام أمام بوابة أحد روافد التعليم ينافي التعامل الإسلامي الصحيح بين فئات المجتمع، وعدم التطاول على الآخرين وسلب حقوقهم المشروعة في سلامة عيشهم". من جهته، أكد مدير مكتب العمل بالخرج محمد الدبيان ل "الوطن" أن العمالة المتخلفة شر لابد منه، وأن تساهل الجهات المعنية والتهاون في اتخاذ الإجراءات الرادعة للعمالة المتخلفة ساعد على وجود مثل تلك التجمعات التي باتت تشكل خطراً يحدق بأهالي وسكان المدينة ومضايقة طلاب المدارس، فضلاً عن أن هذه التجمعات غير لائقة بمنظر المدينة العام وتنافي الشكل الحضاري. واعترف الدبيان بمسؤولية مكتبه بالمحافظة عن هذه الظاهرة بعد توقيع وزارة العمل ووزارة الداخلية المذكرة التي تعفي إدارة الجوازات عن جميع إجراءات العمالة من بحث وقبض وتحقيق وترحيل وغيره، إلا أنه استدرك بالقول "لكننا الحلقة الأضعف من الإدارات المعنية بمحافظة الخرج بخصوص هذه المشكلة والبت فيها بشكل كامل". وأشار الدبيان إلى عدم توفر الحد الأدنى من الإمكانيات القادرة على السيطرة والقضاء على خطر هذه العمالة السائبة والمخالفة لأنظمة العمل والإقامة، مقارنة بما تملكه الجهات الحكومية الأخرى كالجوازات والدوريات الأمنية والأمانة والشرطة وغيرها والموكل لها متابعة هذا الملف، وتتوفر لديها الكم والكيف من قوة بشرية وعدة وعتاد لملاحقة هذه العمالة التي أحيانا تستدعي حمل الأسلحة، وهو ما لا يتيحه النظام لموظف مكتب العمل أثناء التفتيش والمراقبة، مبيناً أن عمل المكتب الرئيسي هو إداري إشرافي، وليس تنفيذيا، ويستحيل نظرياً وعملياً على المكتب القيام بالعمل المهني المطلوب والمتكامل في محافظة الخرج لإزالة هذه المشكلة.