ابتكر طبيب عظام سعودي مبتعث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للولايات المتحدةالأمريكية لنيل درجة الزمالة في جراحة العظام مسمارا خاصا بكسور الساق والفخذ يتيح للمصاب سرعة التئام الكسر والتقليل من المدة اللازمة لالتئامه. وقال صاحب الابتكار طبيب العظام الدكتور محمد عوض القرني ل"الوطن" إن الابتكار هو عبارة عن مسمار طبي خاص بجراحة العظام وهو مسمار نخاعي ذاتي الحركة خاص بتثبيت كسور عظام الساق والفخذ في البالغين، ملفتا إلى أنه يحتوي على آلية تسمح بحدوث حركة دقيقة في موضع الكسر لاستحثاث عملية بناء العظم. وذكر أن المادة التي تستخدم في صنعه ستكون مادة "التيتانيوم" وهي أفضل وأأمن المواد المستخدمة حاليا لصناعة مثل هذا الجهاز. وبين الدكتور القرني أن الهدف الأساسي من الابتكار هو تقليص المدة اللازمة لالتئام الكسور والتقليل من حالات ضعف الالتئام أو انعدامه، والتي كانت تعالج بواسطة عملية أخرى للحصول على حركة دقيقة في منطقة الكسر. والهدف من كل هذا مساعدة المريض على السير والحركة خلال مدة أقصر من السابق وهذا يساعد على التقليل من المضاعفات التي تصاحب طول مدة ملازمة السرير وعدم إجراء العملية الثانية. وأشار إلى أنه "راعى عند تصميم المسمار أنه في أسوأ حالاته لن يقل كفاءة عن المسامير الموجودة في هذا الحقل بتصميم نظام أمان خاص لذلك, والمسمار لم يتم تصنيعه حتى الآن ولكن هناك عرض من مؤسسة في الولاياتالمتحدة لتبنية وتم رفض العرض المبدئي لطلب دخولهم كمالكين للمخترع ولم تتم مناقشة التفاصيل. وقال الدكتور القرني إن الفكرة بدأت في عام 2007 أثناء عمله بمستشفى عسير المركزي بعد ملاحظة بعض الحالات التي تتعرض لتأخر الالتئام أو انعدامه وكانت تعالج أحيانا بواسطة عملية بسيطة تعمل على إحداث حركة في منطقة الكسر مما يستحث بناء العظم, ولوجود مشكلة في كون هذه العملية يجب أن تجرى خلال أسابيع قليلة من الكسر في حالة تأخر عملية الالتئام ولصعوبة متابعة كل الحالات خلال هذه الفترة فإن الغالبية تعالج بواسطة عملية أخرى يتم فيها إجراء زراعة عظم في منطقة الكسر وهذا يعرض المريض لأخطار التخدير والمضاعفات التي قد تصاحب أي عملية من التهابات وغيرها ناهيك عن التكاليف المادية التي تتحملها المستشفيات نتيجة إجراء العملية وإقامة المريض والأدوية، ومن هذا المنطلق بدأت الفكرة تتبلور وكان الهدف تصميم جهاز يوفر هذه الميزة من العملية الأولى ويوفر الوقت والجهد والمال لكل من المريض والطبيب والمستشفى. وحول الجهات التي دعمت اختراعه أضاف الملحقية هي الداعم الأساسي بمجهود شخصي من موظفيها والمسؤولين فيها لعدم تبني وزارة التعليم العالي لمثل هذه المشاريع وانعدام التواصل بين الوزارة ومدينة الملك عبدالعزيز بخصوص منجزات المبتعثين وقد تم الاتصال بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وتقديم الاختراع وإيداعه. وعن خططه القادمة للتعريف باختراعه ذكر الدكتور القرني أنه يأمل من الجهات المعنية بالاختراعات وبالتعليم العالي وبشؤون المبتعثين أن تكثف اهتمامها بالمبتعثين وتنجز مشاريعهم بطريقة أسرع من المعتاد ليس كأفضلية على من هم بأرض الوطن ولكن لكي يتسنى للمبتعث الاستفادة من مخترعة وإجراء البحوث عليه خلال فترة ابتعاثه، لاسيما أننا نجد اهتماما كبيرا من الأكاديميين الأمريكيين بمثل هذه المنجزات وحرصهم على اجتذابها ودعمها، ملفتا إلى أنه سوف يتقدم بطلب تسجيله في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعن العوائق التي يواجهها كمخترع سعودي قال الدكتور القرني إن أبرز العوائق من خلال تجربته كمبتعث تتركز في انعدام المبادرة من قبل وزارة التعليم العالي لاحتواء مثل هذه الاختراعات وتسجيلها ومتابعتها، وصعوبة التواصل مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من الخارج واقتصار دورها على الداخل واشتراط وكيل بالمملكة رغم تطور وسائل الاتصال والتواصل, مبينا أن ذلك غير مقبول وغير عملي في وقتنا الحاضر ويجب على المدينة مواكبة تطور برنامج الابتعاث والاهتمام به لإنجاح المشروع كاملا.