شهدت قرية الركوبة بمحافظة صامطة تسمم 50 شخصا نتيجة دقيق مسمم، وذلك عقب تناولهم وجبة "المرسة" من مطعم يتزود بعجين الدقيق من مقيم إثيوبي. حالة التسمم الواسعة استنفرت عددا من أقسام الطوارئ في 4 مستشفيات بالمنطقة، فيما استقبل قسم الطوارئ بمستشفى صامطة معظم الحالات المصابة، وزار محافظ صامطة الدكتور خالد الجريوي المصابين للاطمئنان عليهم، ومتابعة علاجهم، ونقل عدد من الحالات المصابة لمستشفيات أخرى بالمنطقة، كما وجه مدير الشؤون الصحية بجازان الدكتور حمد الأكشم بتقديم كافة الخدمات الطبية للمرضى وتواجد الكادر الطبي والتمريضي لاستقبال الحالات. من جانبها، باشرت لجنة من قسم الاصحاح البيئي بصامطة موقع البيع، وأخذت عينات من الدقيق لفحصه، والتأكد من أسباب التسمم وأغلقت المطعم. وأوضح المتحدث الإعلامي لأمانة جازان طارق الرفاعي أنه سيتم تطبيق جميع الاشتراطات والعقوبات البلدية بحق صاحب المطعم. "الوطن" زارت محافظة صامطة، والتقت عددا من المصابين بعد خروجهم من المستشفى، حيث روى إبراهيم مدخلي أحد المصابين قصة تسممه قائلا: خرجت من البيت لشراء وجبة غداء لعائلتي، وبعد تفكير عميق وتردد اشتريت من المطعم للمرة الأولى، تجنبا للزحام الشديد على مطعم آخر بعيد، مضيفا: تناولت الغداء مع أسرتي ولحسن الحظ أنه لم يأكل أحد غيري من "المرسة"، ثم خرجت إلى دوامي المعتاد في مصنع أسمنت الجنوب، وبعد الإشراف على تواجد العاملين فيه بدأت أشعر بأعراض دوران شديد بالرأس ومغص حاد ببطني، فسقطت مغشيا، وأخذوني الى عيادة المصنع، وبعد الكشف وضعوا لي مغذيات وأخبروني بأنه يتوجب علي الذهاب للمستشفى لتعرضي لحالة تسمم غذائي. ويقول محمد أحمد مدخلي، شقيق أحد المصابين: شاهدت أخي في وضع لا يحسد عليه، فذهبت به إلى قسم الطوارئ في المستشفى، وهناك رأيت تجمعا كبيرا من المواطنين وسيارات إسعاف تنقل مصابين، واستنفارا كاملا بالمستشفى، وعند سؤالهم تبين أنهم مصابون بحالة تسمم غذائي. وطالب المدخلي المسؤولين في البلدية بتطبيق أشد العقوبات على المخالفين وردعهم، فأنفس الناس ليست رخيصة حتى يتم هلاكها من قبل أناس همهم الوحيد الربح المادي على حساب حياة الناس. كما التقت "الوطن" بيحيى علي أبوالقاسم حكمي، الذي اصطحب الصحيفة إلى مقر إقامة الإثيوبيين الذين يزودون المطعم بعجين الدقيق، وهو مبنى تحيط به النفايات بشكل كبير وتنبعث منه روائح كريهة، إلى جانب تهالك المبنى. واتضح أن المطعم الذي تسبب في حالات التسمم كان يتعامل مع إثيوبيين من مجهولي الهوية من الرجال والنساء الذين ارتبكوا فور مشاهدة فريق "الوطن" يلتقط صورا للمنزل، وبدأن بالهروب من المنزل الواحدة تلو الأخرى، وتبين قيام مجهولي الهوية باستئجار منزل وسط قرية الركوبة لاستغلاله وتحويله لمصنع للعجين والطحين واللحوح والحلبة وتوزيعها على المطاعم التي لا تتأكد من صحة ونظافة هذه العمالة. وطالب الحكمي شرطة المنطقة ومديرية الجوزات بالقبض عليهم وترحيلهم، ومنعهم من مزاولة عملهم حفاظا على أرواح المواطنين، ومساءلة صاحب العمارة عن كيفية استئجارهم لها، وهم من مجهولي الهوية ويمثلون خطرا دائما على أبناء القرية. كما زارت "الوطن مستشفى صامطة العام، والتقت مدير المستشفى المكلف محمد حمود آل خيرات الذي أوضح أنه تم استقبال حالات المرضى الذين تعرضوا للتسمم الغذائي من الساعة الرابعة عصرا إلى الساعة العاشرة والنصف مساء. وبلغ عدد الحالات 50 حالة، وهي 46 حالة تسمم غذائي و4 حالات اشتباه تسمم وإصابة بتلبك معوي. وتم تنويم 12 حالة بالمستشفى و5 حالات حولت لمستشفى الموسم، و6 حالات بمستشفى أحد المسارحة، و 8 حالات بمستشفى أبوعريش و18 حالة خرجت من المستشفى بعد استقرار الحالة وتقديم العلاج المناسب لها وسط متابعة واهتمام من كافة المسؤولين بمنطقة جازان. يذكر أن محافظة أحد المسارحة شهدت قبل أسبوعين إصابة عشرات المواطنين بتسمم غذائي جراء تناولهم لوجبة من أحد المطاعم الشهيرة.