أعلن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، أن التهديد الأكبر للسلام بأفغانستان ليس حركة طالبان إنما التدخل من قوى أجنبية. وقال في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية وتلفزيون (أي تي في) في وقت متأخر أول من أمس "إن السلام سيعم فقط حين يتم إشراك العناصر الآتية من الخارج الضالعة في خلق عدم الاستقرار والقتال أو الفوضى في أفغانستان، في المحادثات". واعتبر قرضاي أيضا أن القوات الغربية "كانت تقاتل في المكان الخاطئ" في أفغانستان، مشيرا إلى أن الأمن في ولاية هلمند بجنوب البلاد كان أفضل قبل مجيء القوات البريطانية إليها. يأتي ذلك في وقت عقد فيه الرئيس الأفغاني ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري محادثات مهمة أمس مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول عملية السلام في أفغانستان، في قصر تشيكرز، مقر الإقامة الريفي لكاميرون في جنوب شرق إنجلترا، تهدف إلى تعزيز التعاون بين أفغانستانوباكستان وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان السنة المقبلة. وشارك في المحادثات مسؤولون سياسيون وأمنيون أفغان وباكستانيون في سابقة من نوعها، وتشكل هذه المحادثات الثلاثية جولة ثالثة من المباحثات بعد اجتماعين عقدا العام الفائت في كابول في يوليو الماضي ونيويورك في سبتمبر الماضي. وركزت المحادثات على "سبل تسريع عملية السلام في أفغانستان وتعزيز التعاون بين أفغانستانوباكستان في الحرب ضد الإرهاب والتطرف". وتم خلال القمة الثلاثية، البحث في سبل تفادي تجدد تمرد طالبان بعد انسحاب القوات الأطلسية من أفغانستان مع نهاية 2014. إلى ذلك رفض رئيس المعارضة الباكستانية، نواز شريف، ورئيس حزب الجماعة الإسلامية سيد منور الحسن، طلبات حركة طالبان باكستان في أن يكونا ضامنين لسلامتها ووفدها المفاوض مع الحكومة الباكستانية. ورفض شريف الوساطة ولا سيما أن الحركة وضعت اسمه وشقيقه شهباز شريف على قائمة الشخصيات التي تنوي تصفيتها جسديا، كما رفض منور الحسن أن يكون ضامنا للمباحثات، مؤكدا أنه لا يمكن ضمان الحكومة لأنها لم تف بتعهداتها للبرلمان المنتخب فيما يتعلق الأمر بحل الأزمة في منطقة القبائل من خلال المباحثات السلمية.