اتخذت قضية قائد الفريق الكروي الأول بنادي الهلال ياسر القحطاني، منحنى جديدا ربما يصل بها إلى المحاكم الشرعية وإصدار أحكام بالغرامة المالية والسجن في حال ثبوت الإدانة، حيث أعلن اللاعب أنه سيقاضي من بث تسجيلا صوتيا نسب إلى نجم النصر والمنتخب السعودي الأسبق فهد الهريفي ينتقد فيه القحطاني ويسيء إليه بعبارات جارحة. وكان الهريفي بادر بسرعة إلى تكذيب التسجيل، معلنا أنه مفبرك، متبرئا مما نسب إليه فيه، حيث ادعى من بث التسجيل أنه كان في محادثة هاتفية مع الهريفي، وهو ما أنكره الأخير جملة وتفصيلا. وكان رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد أعلن تبني إدارته بالتنسيق مع رئيس أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد وبقية أعضاء شرف ناديه، لمبادرة قائد فريقه المتمثلة بالتقدم بشكوى رسمية بهذا الخصوص، منوها أنه سيعقد اجتماع في النادي لتفعيلها. وأشار القحطاني إلى أن "الكل تقريباً أدلى بدلوه بشأن ما يدور حالياً في وسطنا الرياضي وما تداولته الوسائل الإعلامية وتطرقت إليه بخصوص المكالمة الهاتفية الشهيرة"، مضيفاً "تعمدت بل ونويت تجاهل الموضوع لأني لا أنشغل بسفاسف الأمور وطلبت من الأمير عبدالرحمن بن مساعد تجاهله قبل أن يصل إلى ما وصل إليه من حملات جماهيرية وإعلامية". وأبدى القحطاني أسفه لما وصل إليه الوسط الرياضي الذي "لا يكاد يحمل من الرياضة وأخلاقها سوى مسماها فقط"، قائلاً عبر تغريدات متتالية في حسابه الرسمي لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الوسط الرياضي "أصبح منفراً وغير جاذب أبداً والسبب الرئيس في كل هذا هو الإعلام المتلون "المشخصن" إلا من رحم ربي وهم قلة، وكل ما يحدث من تعصب جماهيري في وسطنا الرياضي بسبب بعض المنابر الإعلامية التي تبحث عن الإثارة وزرع الفتن تحت غطاء حرية الطرح وهذا أمر خبيث"، منوهاً بعدم وجود رقابة صارمة على ما يطرح في الوسائل الإعلامية بجميع مسمياتها مرئية كانت أو مقروءة، وقال "مثلما أن هناك مطالبا بمعاقبة كل من يسيء وينشر التعصب ويحاول زرع الفتن يجب أن يكافأ من يكون إيجابياً ومن يبحث عن مصلحة الوسط الرياضي". مقدماً شكره لكل من وقف معه ومن أجله من جماهير الهلال ومحبيه شخصياً ومن إعلاميين وكتاب، وقال "وصلني خبر المبادرة التي قام بها تركي العجمة ومحمد القدادي وخلف ملفي وهي مبادرة كريمة من كرام، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حرصهم على خدمة الوسط الرياضي ومحاولة حل النزاعات والمشاكل، وكنت كما قلت أنوي تجاهل الموضوع ولكن بعد هذه المبادرة الكريمة وبعد نفي وإنكار المقطع التسجيلي تبين لي أن هناك خدمة أكبر وأعظم لوسطنا الرياضي سأتبناها وأتمنى دعم الجميع"، وأبان أن المقطع "المفبرك" كشف مدى معاناة الوسط الرياضي، وقال "بما أن الموضوع مفبرك كما ذكر، قررت رفع قضية لإثبات ذلك ليأخذ من قام بفبركة المقطع جزاءه"، مشدداً على أن من قام بهذا الفعل سيكون عبرة لمن أراد أن يتهم الناس بالباطل ومحاولة زرع الفتن"، مختتماً بأن هذه المبادرة "ستكون مقصلة لمن يتوقع أن التغاضي والتسامح ما هي إلا ستار من خلفه غضبٌ عاصف، واتق شر الحليم إذا غضب"، وأعتقد أن جميع من يبحث عن مصلحة وسطنا الرياضي سيقف داعماً لهذه المبادرة ومن سيقف ضدها فهو "مفبرك قدير". من جانبه، أكد المحامي بندر المحرج ل"الوطن" أحقية المتضرر في رفع دعواه أمام اللجنة المختصة وفق النظام، وبيّن أن التسجيل الصوتي يعد "قرينة" وليس "بينة"، مؤكداً صعوبة تحليل البصمة الصوتية، وقال "إن نتائج الفحص في مثل هذه الحالات لا تكون حاسمة "مطابقة" وإنما "مماثلة أو مشابهة" وهنا قاعدة "أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال". وأضاف "هذه قضية فيها مخاطرة على المدعي في حال عدم ثبوت صحتها، إذ قد تتحول إلى دعوى كيدية للمدعى عليه وتكون العقوبة أشد وأغلظ". ووجه المحرج رسالة مباشرة للقحطاني عبر "الوطن" قائلا "أعلم أنك لاعب لك تاريخك ومتابعوك، ولكل محبوب حساد، فلا تكن كبش فداء لعلاج بعض المشاكل"، مبيناً أن الأصل هو البراءة والسلامة وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وشدد أن لفهد الهريفي تاريخا كرويا كبيرا وعريضا، وأن له محبين وحسادا كذلك وهناك من يريد استغلال هذا الحدث بشكل سلبي وغير رياضي للإساءة بين الاثنين، مطالباً بتعزيز مبادرات الصلح.