أثار باحث الاهتمام ب "جبل شدا" كأثر تاريخي يكشف خبايا تاريخية عن سكان جنوب الجزيرة العربية، لافتا إلى أن عمر الجبل يقدره باحثون بسبع مئة وثلاثة وستين مليون سنة وهو من طلائع التكوينات في الأرض، كما سجل شدا الكثير من منعرجات التاريخ والأحداث التي تواكبت مع الشعوب التي سكنت المنطقة، ويظهر ذلك من خلال النقوش الثمودية والسبئية التي وثقت لأحداث يزيد عمرها عن أربعة آلاف سنة. وطرح ناصر الشدوي في الأمسية التي نظمها نادي الباحة الأدبي أول من أمس ضمن فعاليات مهرجان ربيع قلوة تحت عنوان "شدا في التاريخ" شواهد في جبل شدا الأعلى تدل على أن له عمقا تاريخيا موغلا في القدم، وأشار إلى أن هذه شواهد تحتاج للمزيد من الدراسات على أيدي مختصين سيصلون من خلال دراساتهم إلى اكتشافات جديدة، كما توقف عند إشارات تدل على أن الإنسان الأول سكن جنوب الجزيرة العربية قبل غيرها من المناطق، حيث تناول كثير من الباحثين آثارا تدل على أن جنوب الجزيرة العربية كانت مهد الحضارات القديمة، وقدم الشدوي عرضا مرئيا عن شدا والآثار التي يحفل بها المكان، وخاصة شدا الأعلى والنقوش التي تدل على الحضارات المتعاقبة التي مرت على جنوب الجزيرة العربية وبعض الكهوف والنقوش في أعالي جبال شدا. واختتم أمسيته بعرض تاريخي لتاريخ المنطقة الجنوبية وبعض الآراء التي أشار إلى أنها من غير المسلمات ولكنها تحتاج إلى إمكان النظر والبحث والتقصي للوصول إلى حقيقة ما يروى عن تاريخ المنطقة الجنوبية عموما وتاريخ شدا خصوصا.