شيعت جموع غفيرة من المواطنين أمس جثمان مدير إدارة تقنية المعلومات والإعلام الرقمي في مؤسسة عسير للصحافة والنشر الزميل محمد سعيد محمد القحطاني الذي توفي عن عمر "39 عاما" نتيجة حادث مروري أليم في مدينة أبها صباح يوم الجمعة الماضي. وأديت الصلاة على الفقيد في مسجد "ابن حمران" في مركز الواديين ووري الثرى في مقبرة "الخيرية بالواديين" بحضور عدد كبير من المسؤولين والوجهاء وأعيان المنطقة وأقارب الفقيد. وحضر إلى تشييع جثمان الراحل عدد كبير من زملائه وأصدقائه في مؤسسة عسير للصحافة والنشر في عسير بالإضافة إلى زملاء آخرين في صحيفة الوطن في كافة مناطق المملكة، وتقدم الحضور مدير عام المؤسسة حاتم مؤمنة ومساعد المدير العام عبدالعزيز المتحمي ونائب رئيس التحرير ماجد البسام، ومدير التحرير التنفيذي عيسى سوادي ومدير التحرير للشؤون الاقتصادية إبراهيم الأمير والمدير المالي محمد البدراوي ومدير المطابع ومدير العلاقات العامة مصطفى الفقيه. ونقل مدير عام المؤسسة حاتم مؤمنة تعازي رئيس مجلس الإدارة الأمير بندر بن خالد الفيصل مؤكدا بأن المصاب جلل وأن الفقيد يعتبر خسارة ليس فقط على الساحة الإعلامية إنما تعد وفاته خسارة على كافة أفراد المجتمع. وقال: إنه من الصعب وصف كل اللحظات التي عاشها معه، فهو رجل متواضع، وعملي وكان حريصا جدا على حب عمله والناس وفعل الخير، وقدم الكثير للمجال الإعلامي. وبين مؤمنة أن الفقيد كان محبوبا بين زملائه، مشيرا إلى أنه كان همزة الوصل بين المؤسسة وكافة شرائح المجتمع، وكان يبهر الجميع بحرصه على العمل وأدائه باتقان ليخرج بأجمل صورة. وأضاف مدير عام المؤسسة أن الكل سيفقدون وجود محمد بينهم إلا أنهم لن ينسوه ولن ينسوا ما قدمه، سائلا الله أن يتقبله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جانبه، شكر شقيق الفقيد علي القحطاني الأمير بندر بن خالد ومدير عام المؤسسة حاتم مؤمنة وكافة زملاء الفقيد على مشاعرهم الصادقة وتحمل مشاق السفر من أجل المشاركة في الحضور، وأضاف أن وقفة "المؤسسة" من أول لحظة ومتابعتها يعكس مدى المكانة التي يجدها الفقيد لدى زملائه ووفائهم له الذي لم يكن مستغربا، سائلا المولى جل شأنه أن لا يريهم مكروها وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه. قالوا عن الفقيد - رحمك الله وتغمدك بواسع الرحمة والغفران (أبا سعيد)، وعوضك عن حياتك بجنات النعيم. يظل الإنسان في هذه الحياة مثل قلم الرصاص "تبريه" الأيام ليكتب بخط أجمل... ويكون هكذا حتى يفنى القلم ولا يبقى له إلا جميل ما كتب.. رحمك الله أيها الصديق الصادق والمخلص والواضح. عبدالعزيز المتحمي - إنا لله وإنا إليه راجعون. سافرت من دون وداع يا صديقي العزيز.. ألف رحمة ونور تنزل عليك. محمد بدراوي - أخي محمد.. ما زلت لا أصدق أني لن أراك بعد اليوم.. أنك رحلت عنا.. أنني لن أرى رقمك على جوالي، ولن أسمع منك كلمة "بونجور".. لم تستأذن حين دخلت قلوبنا ولم تستأذن حين رحلت، فأنت مثل رائحة الورد الهاربة في النسمة العليلة.. تشمها و تشعر بها ثم سرعان ما تختفي. عرفت محمد منذ أقل من سنة وأصبحنا أصدقاء بسرعة حتى إننا أكلنا من خبز والدته، وشربنا حليب الناقة معا، وفي المكتب كنت أستمتع بالحديث معه، لأن عقله يعمل بسرعة وبمنهجية هندسية قادرة على التخيّل، وقادرة على البناء في الفضاء. كان يستطيع أن يرى الصورة ثلاثية الأبعاد، وأن يربط الأمور ببعضها حتى تعمل مع بعضها مثل الموسيقى.. موسيقى كنا نحب أن نسمعها.. معزوفة لم تكتمل. كان كريما بكل شيء.. لم يبخل علينا بالمعلومات، بالأمثلة، بالرأي، بتفسيرات الشرع.. صاحب رأي وموقف.. له وجهة نظر بأي موضوع يطرح، ولم يبخل علينا بها.. كان مشاركا دائماً مع الجميع، وغايته المساعدة لأجل الصالح العام.. دمث الأخلاق.. سهل التعامل.. واضح النية.. رجلٌ، رجل متى طلبته.. تعلمت منك عبارة لن أنساها، كان يقول: "الله يجمّل حالك".. أرددها لك اليوم يا صديقي الراحل، عربون صداقة ووفاء وحزن. مروان ديماس منذ افتتاح إذاعة "ألف ألف إف إم" سجلنا عددا لا تتخيلونه من الملفات الصوتية، لكن بالأمس وعندما حان وقت التسجيل، قلتها للفريق في الإذاعة، لم أتوقع أنني سأعطي توجيها لمثل هذا الملف.. نعي زميلنا، وأخينا وصديقنا، محمد القحطاني. لقد فقدنا شخصا مختلفا بالفعل وله وقع على حياة الكل في مؤسساتنا.. كان عفويا، طموحا، طيبا، خلوقا ومخلصا في عمله.. لقد فقدنا شخصا متميزا بالفعل. إنا لله وإنا إليه راجعون. رشا الإمام مشاهدات • أعداد كبيرة شاركت في الصلاة على الفقيد القحطاني. • حضور ابن الفقيد "سعيد" ذو الست سنوات للمقبرة. • توافد آلاف المعزين لمخيم العزاء بعد الدفن مباشرة. • بعض الزملاء في مكاتب "الوطن" حضروا من جدة ومناطق أخرى بعيدة عن طريق البر لعدم وجود مقاعد طيران. • استقبلت الصحيفة وأسرة الفقيد محمد القحطاني عددا من اتصالات التعزية من رؤساء تحرير ومسؤولين سابقين بالصحيفة، وعبروا فيها عن بالغ حزنهم وأسفهم على وفاته، ودعوا له بالمغفرة ولأهله بالصبر والسلوان على هذا المصاب. كما تلقى تعازي عدد كبير من مسؤولي وأهالي منطقة عسير في مختلف المحافظات.