يشكو قصر مارد الأثري في محافظة الأسياح من الإهمال الشديد، وبدأت معالمه تختفي تدريجياً بعد أن تساقطت وتناثرت حجارته على جنباته، وبقيت أبوابه مشرعة للعوام، فضلاً عن سقوط اللوحة الرسمية للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة، في ظل صعوبة الوصول إلى القصر الأثري لعدم وجود أي طريق ممهد يصل إلى الموقع. ويقول محمد الحربي من أهالي محافظة الأسياح إنه لا يوجد اهتمام بقصر مارد التاريخي؛ ويصعب الوصول إليه في ظل غياب طريق معبَّدة أو لوحات إرشادية في أول المحافظة تشير إلى موقع القصر حتى يصل إليه الزوّار، فيما يزداد الطريق المؤدي إلى القصر سوءا مع هطول الأمطار. واعترف رئيس بلدية الأسياح عبدالله بن مهدي العنزي في حديث ل"الوطن" بأن قصر مارد تاريخي وأثري، ووضعه الحالي متهدِّم، مشيراً إلى أنه سبق أن زار وفد من الهيئة العامة للسياحة بفرع منطقة القصيم قبل نحو عام، ووقف على الموقع، ووعد بالترميم بعد مدة ضمن خطة تدرسها الهيئة وفق أولويات على حسب إفادة الوفد. وعن وضع الموقع حالياً، أفاد العنزي أن القصر بوضعه الحالي يعتبر متهدماً ويحتاج إلى تصوُّر لشكله القديم ومعرفة أماكنه وشكله الأساس الذي كان عليه، مشيراً إلى أن قرار تأهيل القصر يصعب اتخاذه بالسهولة قبل إجراء دراسة خاصة، خصوصاً أن دراسة الأشياء الأثرية تحتاج مجهودا أكبر، وخُبراء مُختصين بهذا المجال؛ لأن القصر كما هو مشاهد من الجميع له مرافق متعددة، يجب تمييزها وتعيينها من أهل الاختصاص، وتشتمل على تلال ومرتفعات تخفى على العامة من الناس، ولا يكتشفها إلا ذوو الخبرة. وطالب العنزي هيئة السياحة والآثار بالاهتمام بهذا الموقع الأثري، وقال إنه سبق مناقشة وضعه في المجلس البلدي لاستحداث طريق خاص له، مبيناً أنه يسهل فتح الطرق من قبل البلدية وأن حدود المكان أو حرمه لم تكن واضحة لعدم دراسة الموقع بالكامل. هذا، وورد ذكر قصر مارد في كثير من الكتب منها معجم القصيم للرحالة "العبودي" حيث يقول سمي قصر مارد تشبيهاً بقصر مارد الموجود في دومة الجندل وربما كان اسم مارد يطلق في بلاد العرب على قصر المنيع، فيما تشير شخصية مارد إلى قائد عسكري تركي أوفد من قبل الخليفة العباسي المعتصم بالله في القرن الثالث من الهجرة ووصل إلى منطقة خصبة متوفر بها الماء حيث بنى هذا القصر وهو عبارة عن حامية عسكرية في العصر العباسي.