يعتبر قصر مارد من أهم المعالم الأثرية في منطقة القصيم، ويقع القصر تحديدا في محافظة الأسياح شرق مدينة عين بن فهيد بحوالي ستة كيلو مترات، ويحتل مساحة تبلغ 3200 متر مربع في موقع متوسط على إحدى التلال. وتعود تسمية هذا القصر - بحسب ما أورده الرحالة محمد بن ناصر العبودي- في كتابه (معجم بلدان القصيم) حيث قال: “سبب تسمية (قصر مارد) بهذا الاسم ربما يعود إلى التشابه بينه وبين قصر مارد الموجود بدومة الجندل، وربما كان اسم مارد يطلق في بلاد العرب على القصر المنيع، وأرى أن شخصية مارد هي لقائد عسكري تركي أوفد من قبل الخليفة العباسي المعتصم بالله في القرن الثالث من الهجرة، وقد وصل هذا القائد إلى منطقة خصبة متوافر بها الماء، وبنى هذا القصر عليها، وهو عبارة عن حامية عسكرية، كان الهدف من وجودها تأمين طريق الحجاج القادمين من الدولة العباسية في بغداد والمتجهين إلى بيت الله الحرام،وكذلك استضافة هؤلاء الحجاج وإمدادهم بالمؤن”. وتوجد بعض الأدلة التي ترجح أن القصر بني في العهد العصر العباسي، وهي الآثار المادية المتبقية حتى الآن والمتمثلة في أقواس العصر العباسي المتميزة عن بقية العصور، وطريقة البناء للحاميات العباسية المتناثرة في العالم العربي. أما عن مواد البناء لهذا القصر فتتكون من الحجارة السوداء الصلبة المتجانسة، وإضافة مادة جصية (الشيد)، ويبلغ عرض الجدار الدائر بالقصر نحو متر ونصف المتر، كما أن القصر يحتوي على عدد كبير من الحجرات، ومجلس كبير للقائد، بجانبه غرفة صغيرة لرئيس الشرطة ذات بوابة كبيرة متجهة نحو الغرب. من جهة أخرى أبدى عدد من أهالي الأسياح وزوار قصر مارد استغرابهم الشديد من عدم الاهتمام بأبرز معالم القصيم التاريخية، إذ إن القادم لمحافظة الأسياح لا يجد اللوحات الإرشادية التي تدل على موقع القصر، إضافة إلى الإهمال الواضح الذي يجعل القصر عرضة للهواء والشمس، دون وجود سور يحميه من عبث المخربين، مضيفين أن كل دائرة حكومية ترمي الإهمال على الأخرى، والضحية آثار تاريخية مهملة، ويأمل أهالي المحافظة من الهيئة العليا للسياحة التدخل السريع لحفظ ما تبقى من آثار هذا القصر بالإضافة إلى الاهتمام بالمواقع الأخرى كسد مارد، وآثار عين زبيدة وغيرها من المواقع التي تزخر بها المحافظة، ويأمل الأهالي من الباحثين والمهتمين بالآثار أن يعملوا على البحث والتنقيب عن تاريخ هذا القصر، إذ إن معظم الأبحاث الأثرية تكاد تخلو من الدراسات التي تذكر وتؤرخ لهذا القصر.