أكد محترف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرائد، الجديد القديم في الدوري السعودي، المغربي صلاح الدين عقال أن حلمه الاحترافي المبكر في القارة الأوروبية تلاشى نتيجة عدم وجود من يدير أعماله بالطريقة المناسبة. وقال في حواره ل"الوطن" إن العروض في بدايتها لم تكن مريحة مالياً لفريقه أولمبيك خريبكه، مشدداً على أن الفرصة ما زالت مواتية له في تحقيق حلمه خصوصاً أن الدوري السعودي بدأ يلفت الأنظار الأجنبية بعد أن شهدت ساحته الكروية حراكاً احترافياً كبيراً مع عدد من اللاعبين الأجانب المميزين في قارتهم وفي بلدانهم. وأبدى اللاعب تفاؤله بالمرحلة المقبلة مع فريقه الرائد الذي توقع له أن يدخل منافسا على إحدى البطولات السعودية نتيجة للدعم الكبير الذي يجده من رئيسه فهد المطوع.. إلى جانب ذلك تطرق عقال لأمور كثيرة في الحوار التالي: . بدأت الاحتراف في السعودية في سن مبكرة وتحديدا عام 2005 بفريق الطائي، إلا أن ذلك لم يوصلك للقارة الأوروبية رغم إمكانياتك الفنية العالية؟ - من الممكن إرجاع ذلك إلى عدم توفيقي في إيجاد مدير أعمال يستطيع أن ينقلني إلى القارة الأوروبية القريبة من بلادي المغرب, حيث لم يكن لدي مدير أعمال بمعنى الكلمة يستطيع أن يسوق إمكاناتي هناك منذ أن كنت لاعباً في أولمبيك خريبكه المغربي. . ألم تصلك أية عروض من أوروبا حتى لو كانت ضعيفة؟ - وصلتني عدة عروض لكنها لم تكن مشجعة لي من الناحية المالية في ظل ارتفاع الضرائب التي تفرض هناك. . وأي العروض الجادة وصلت إليك؟ - وصلني عرض من نادي سوشو الفرنسي عن طريق مدير أعمالي بالمغرب منصور رجب إلا أنه كان عرضاً ضعيفاً للغاية. . لماذا لم تستثمر العرض رغم ضعفه ليكون نافذة جديدة نحو أندية أخرى كبيرة؟ - فكرت في ذلك لكنني رأيت أنه من الممكن أن يختصر الدوري السعودي مشواري ويقدمني لدوريات أخرى نظرا لقوته وقوة إعلامه، كما أنه يشهد حراكاً كروياً رفيع المستوى, وما زلت أطمح إلى الاحتراف الخارجي عن طريق الدوري السعودي الذي بدأ يدخل دائرة الاهتمامات الأجنبية بعد الانتدابات الكبيرة من قبل بعض أنديته لأسماء دولية لها وزنها في منتخبات بلادها الأوروبية، مما أجبر الإعلام الأجنبي على متابعة تحركاته ومستوياته ودوره في إعادة بعض العناصر إلى منتخباتها بعد أن ابتعدت عنها لفترات. . كيف تنظر إلى التجربة الجديدة التي ستخوضها مع فريق الرائد البعيد عن البطولات؟ - كل ناد احترفت فيه له وزنه وقدره في نفسي بدءا من الطائي والحزم والاتفاق ومروراً بالرائد, إلا أن الرائد يختلف من حيث الخصوصية الجماهيرية وهذا ما لمسته في التدريبات القصيرة التي أجريتها في مقر النادي ببريدة, وشكل لديّ الحضور الجماهيري شعورا غريبا في نفسي لم أتخيله بعد أن رصدت قبل تعاقدي معه، حضور اللاعبين الجيد الذي سبق لعدد منهم اللعب لأندية كبيرة في السعودية مثلت المنتخبات السعودية المختلفة في مراحل متعددة, إضافة إلى وجود رئيسه فهد المطوع الذي منحني أماناً كروياً مبكراً من خلال قربه من اللاعبين وإلمامه الكبير بمتطلبات لاعب الكرة, وسعة إدراكه للظروف التي تحيط باللاعب وفهمه الجيد للواجبات والمسؤوليات التي تلقى على عاتق اللاعبين كونه لاعبا سابقا وهذا من شأنه أن يسهل مهمة اللاعبين ويشجعهم على أداء مهامهم بشكل جيد. . قلت إن جماهير الرائد أدخلت في نفسك شعورا غريبا نريد تفسيرا لذلك؟ - قصدت أننا سنكون منافسين ضمن الأقوياء على بطولات الموسم, وربما ندخل مربع إحدى البطولات السعودية بفضل هذه الجماهير، فكل شيء موفر للاعبين من قبل إدارة النادي ولا يوجد لديهم سوى كيفية ترجمه تلك المعطيات والإمكانيات وتحويلها إلى منجز كروي يسعد كل الرائديين, ويكفي أن لاعبي الرائد لايطئطئون رؤؤسهم. . إلى ماذا تلمح بعدم طأطأة الرأس تلك؟ - لدى لاعبي الرائد ثقة كبيرة بأنفسهم وهذا ما لمسته عن قرب بعد أن راقبت ذلك خلال السنوات الخمس الماضية التي قضيتها في الملاعب السعودية قبل أن احترف بصفوف الفريق, فالظروف التي تعرض لها الفريق والمواقف الكروية في الموسم الماضي هي دليل على ثقتهم في أنفسهم دون الحاجة للغير, ويقيني أن المدرب البرازيلي الجديد سيحقق النتائج المثمرة للفريق. . ألا تخشى أن تمثل جماهير الرائد ثقلاً كبيراً عليك وعلى زملائك اللاعبين ؟ - الجماهير هي الكرة, علينا احترامها جيدا وتحمل ما يصدر عنها من أي ردة فعل, كونها هي الأساس في النادي, لكن عليها أن تصبر علينا وتضع أيديها في أيدينا كلاعبين, فنحن وإياها نعيش في مركب واحد, نشكل لحمة واحدة, ومصادر السعادة متجاذبه بيننا وبينها. . عندما كنت تواجه الرائد على الصعيد الشخصي .. هل كنت تضع له حسابا؟ - أضع حساب لأي فريق أواجه وأحترم لاعبيه, وعلى لاعب كرة القدم أن يكون واثقا من نفسه وأن يثق في تقديره للخصوم. . رغم وفرة اللاعبين المغاربة إلا أن عددهم قليل في الملاعب السعودية؟ - صحيح أن عددهم قلة لكن الحاضرين قدموا صورة جيدة عن اللاعب المغربي وعلى رأسهم هشام بوشروان مع الاتحاد, كما أن اللاعبين المغاربة حساسون جدا وعندما يرون شيئا لا يعجبهم ويخالف الأعراف الكروية التدريبية فإنهم يرحلون فورا. . لكن كرة القدم تتطلب الصبر وتحمل الظروف وأغلب لاعبي الشمال المغربي حادون في تصرفاتهم في بعض الأحيان؟ - اللاعبون المغاربة إذا وجدوا من يفهم نفسياتهم ويعرف كيف يتعامل معهم ويستطيع تحليل ما بدواخلهم، فسيضحون بكل غال من أجل أنديتهم ويقدمون مستويات مذهلة في الملاعب في سبيل تحقيق مبتغى فرقهم، فهم يعشقون كرة القدم وجماهيرها, كما أنهم يمتازون بسرعة التأقلم على أجواء الملاعب السعودية. . إلى ماذا تعزو استمرار المنتخب المغربي في تحطيم آمال جماهيره بغيابه عن الساحات الدولية؟ - المغرب مليء بالمواهب وملاعبنا لا تعاني من الشح الكروي, لكن لم يحضر إلينا مدربون يستطيعون انتشال الكرة المغربية مجدداً وتقديم مواهبها للساحات الدولية, والإسهام في تصديرها للخارج بصورة أفضل. . ما ردة فعل الشارع المغربي بعد التعاقد مع مدرب الهلال إيرك جريتس مدرباً للمنتخب؟ - البهجة عمت أرجاء المغرب بأكمله كون إيرك جريتس يستطيع أن يخلق منتخبا مليئا بالمواهب وبناء فريق قوي يستطيع الوقوف بثبات أمام المنافسين, فالليوث سيكون لهم حضورهم في المستقبل, وكلنا نتطلع إلى أن نعيد البسمة لأنصاره في بطولة الأمم الإفريقية المقبلة وفي الوصول إلى مونديال 2014 في البرازيل. . التعاقد المغربي مع جريتس خلف إزعاجا كبيرا للإدارة الهلالية وللشارع الهلالي بأكمله؟ - الهلال يستطيع أن يحقق البطولات بدون مدربين لوفرة اللاعبين لديه, وتوفر خبرات لدى أغلب عناصره, وعلى سبيل المثال بإمكان مديره الكروي سامي الجابر أن يقود الفريق ويحل بديلاً لجريتس, فهو صاحب تاريخ كروي عريق ولديه كاريزما تدريبية خاصة ربما لو أبصرت النور لظهر لديكم أعظم مدرب وطني, فنحن في المغرب نعرف تاريخه الكروي جيدا, وهناك من يحفظه عن ظهر قلب، وذاكرتي الكروية المحلية مازالت تختزن مواجهته التي خضتها مع فريق الحزم ضد الهلال والتي انتهت بالتعادل بهدفين قبل اعتزاله, فقد كان مميزا بين أقرانه من اللاعبين السعوديين إذ إنه يشكل مدرباً ثانياً في الملعب وهذا نادر ما نجده في الملاعب الكروية.