المنطقة الشرقية، لمن عاش بها وتعرف عليها عن قرب، تتميّز بالعديد من الخصائص التي تجعل منها منطقة محببة للنفس ومصدر فخر واعتزاز، فعلى أرضها تنوّع بشريّ يمثل مختلف أجناس العالم، وتحت ثراها ثروات متنوعة أهمها النفط الذي يعتبر المصدر الأساسي للطاقة في العالم. إن قيادة مثل هذه المنطقة، وتوفير ما تتطلبه الجموع البشرية على أرضها من خدمات، وتطوير البنية التحتية بها ودفع عملية التقدم والازدهار في مختلف مجالات الصناعة والأعمال تعتبر تحدياً لا يستطيع مواجهته إلا رجال قد ملكوا العزيمة للعمل والقدرة على تحقيق الأهداف. فمنذ أن حظيت المنطقة الشرقية بتولي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز قيادة إمارتها في عام 1405، شهدت المنطقة قفزات مذهلة في كافة المجالات التنموية، الأمر الذي جعل منها رمزاً لما حققته المملكة من تقدم وازدهار، وكان شعار الأمير محمد الذي يسعى إلى تحقيقه أن المنطقة الشرقية عاصمة للصناعة الخليجية. لم تكن قيادة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للمنطقة قيادة تقليدية تنحصر مهامها في حدود مسؤوليات الوظيفة العامة، بل كانت مثالية تتمدد فيها المهام لتتصل بكل احتياجات المواطنين وتعمل على تلبيتها، لقد كان مدرسة وأنموذجا يحتذى في إدارة شؤون الوظيفة العامة وتعزيز العمل التكاملي المشترك بين مختلف المؤسسات في القطاعين العام والخاص وبذل الجهد الخاص لمواجهة التحديات وتحقيق الطموحات وخدمة المواطنين. لم يقتصر جهد الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز على إنجاز المشاريع الحكومية في الخطط التنموية، بل تعدى ذلك إلى بذل المزيد من الجهد والعطاء اللامحدود والذي تمثّل في خمس وعشرين مبادرة لخدمة المنطقة ومواطنيها، وهي مبادرات تعددت أهدافها لتشمل كل ما يمكن أن يخدم مواطني المنطقة. إن محاولة إحصاء هذه المبادرات ستؤكد تعدد مجالاتها وأنها دليل على نظرته الشاملة لما يتصل باحتياجات المنطقة. فهناك مبادرات تتصل باحتياجات بعض مواطني المنطقة من الدعم الإنساني لامتلاك أساسيات الحياة، وأخرى للتعليم والتدريب وتنمية الشباب، والبعض الآخر لاستخدام المنهج العلمي في مواجهة المشكلات والتوصل إلى الحلول القابلة للتطبيق وغيرها من المبادرات. ولقد جاءت هذه المبادرات مثالاً في أساليبها وممارساتها لتحقيق أهدافها، فمنها ما نال جوائز عالمية كأفضل ممارسة في مجاله، ولا عجب أن أطلق على سموّه "أمير المبادرات". واليوم والأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز يغادر منصبه كأمير للمنطقة الشرقية، تستقبل المنطقة خلفاً له الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز. ولا شك أن الأمير سعود سيجد نفسه محاطاً بكل ما تحمله المنطقة من خصائص، وبكل ما توفّره من إمكانات داعمة للتطور والارتقاء. والأمير سعود بن نايف ليس بغريب على المنطقة، فلقد سبق أن تولى منصب نائب أمير المنطقة الشرقية، وهو لذلك معروف لمواطنيها وملم إلماماً تاماً بأدق تفاصيلها. كما أن الأمير سعود يتمتع بنفس الخصال التي حملها والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - وولاة الأمر أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - والتي جعلت منهم قادة جعلوا من المملكة مفخرة للأمتين العربية والإسلامية، وخلال توليه منصب نائب أمير المنطقة استطاع أن يكسب احترام الجميع ويضع بصماته على كثير من الإنجازات. ولا شك أن الأمير سعود بن فهد، إذ يعود للمنطقة من جديد أميراً لها، إنما يعود وهو يحمل معه القدرة على الإنجاز بما هو عند مستوى طموحاتها. ولهذا فإن المنطقة موعودة باستمرار العطاء الذي تعودت عليه وأن مسيرة التنمية والتطور لن تتوقف. وإذا كان مواطنو المنطقة يودعون الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز بكل مشاعر الوفاء والعرفان فإنهم يستقبلون الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز بكل مشاعر الحب والترحاب.