في الوقت الذي استنفرت الأمطار الغزيرة، التي شهدتها تبوك اليومين الماضيين، معظم الجهات الحكومية في المنطقة، إضافة إلى مشاركة طيران الدفاع المدني والجيش في عمليات الإنقاذ والإخلاء، بقي معسكر الإيواء التابع لوزارة المالية، مغلقا لعامه الثالث، في وجوه عشرات الأسر التي أخليت من منازلها في عدد من الأحياء الجنوبية. وفيما برر مدير فرع "المالية" بتبوك عوض العطيات الإغلاق بعدم وجود "فرش وأسرة"، أكد في ذات الوقت، أن الدفاع المدني فضل أن يكون إيواء "المخلين" في قصور الأفراح والشقق، وأن الوزارة تؤمن الغذاء والبطانيات. وقبل أن يوجه أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بإخراج العائلات المتضررة من قصور الأفراح وإسكانهم في شقق مفروشة وصرف مساعدة مالية لهم، أكد مواطنون أخلوا من منازلهم ل"الوطن" أمس، رفض عدد من الشقق المفروشة والفنادق استقبالهم، رغم حملهم لأمر إسكان مصدق من فرع المالية، فتوجهوا إلى قصور الأفراح كملاذ أخير لاحتواء حزنهم، غير أن تلك القصور أيضا لم تسلم من ملاحقة الماء. إلى ذلك قررت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة تعليق الدراسة حتى السبت المقبل. فيما أخلت الأمطار والسيول معظم سكان الأحياء الجنوبية، إلا أن معسكر الإيواء بقي مغلقاً دون حراك، رغم جاهزيته منذ أكثر من عامين، فيما يبرر فرع وزارة المالية ذلك الإغلاق بعدم وجود "فرش". وأوضح مدير فرع وزارة المالية بمنطقة تبوك عوض خضر العطيات في اتصال الهاتفي ل"الوطن" أن مديرية الدفاع المدني بالمنطقة فضّلت أن يكون إيواء المتضررين في قصور الأفراح والشقق، مبيناً بأنهم في الفرع يقومون بتأمين الغذاء والبطانيات للمتضررين، فيما أجاب عن جاهزية معسكر الإيواء في المنطقة بأنه "جاهز ولكن ينقصه الأسّرة والفرش ولو كانت جاهزة ومتوفرة لساهم في فك هذه الأزمة الكبيرة". وقد بدا معسكر إيواء تبوك الذي يبعد مسافة 5 كم عن تبوكالمدينة والذي يتسع ل 15300 شخص و240 دورة مياه، ومهبط للطائرات، خاليا من المتضررين جراء الأمطار التي اجتاحت المنازل وساهمت في تضرر المئات من العائلات، فيما اكتفى فرع وزارة المالية بالمنطقة، وهو المسؤول عن المعسكر بقصور الأفراح والشقق المفروشة لإيواء المتضررين. وأكد مصدر مسؤول في المعسكر تحتفظ "الوطن" باسمه" جاهزيته منذ 16 /8 /1431ه، مبينا أن مستودعات المعسكر مؤمنة ب 3000 بطانية تم صرف 500 منها للمتضررين في قصور الأفراح والشقق المفروشة، والتنسيق مع عدد من المطاعم لتوفير الغذاء، مضيفاً بأنه ينتظر خطاباً رسمياً من أجل استقبال المتضررين، مبيناً بأن المعسكر لم يستقبل متضررين منذ استلامه. ..و "الشقق" ترفض استقبالهم أصبحت قصور الأفراح في تبوك ملاذ السكان الذين تم إخلاؤهم من مساكنهم إثر الأمطار، فيما أغلقت الشقق المفروشة أبوابها في وجوههم. محمد حمدان العطوي أحد الذين تم إجلاؤهم من حي "أبو سبعة"، قال "بعد خروجي مع أسرتي لخارج الحي سمعت أصوات نداء الأجهزة الأمنية، وتم توجيهنا من قبل أحد أفراد الدفاع المدني إلى مركز الاستقبال بالدفاع المدني، مضيفاً أنه لدى وصولهم المركز تم تعبئة بياناتهم الخاصة ثم وجهوهم إلى أحد "قصور الأفراح"، مشيراً إلى أنه وعائلته لم يذوقوا طعم النوم بسبب التنقل من مكان لآخر، كما أنه لا يعلم ماذا حل بمسكنه المنكوب. فيما أبدى المواطن أحمد طويلع العطوي امتعاضه الشديد جراء عدم تجاوب أصحاب الشقق المفروشة مع خطاب اللجنة، مشيراً إلى أنهم لم يتفاعلوا (ملاك الشقق) مع الحدث، وقال العطوي "مررت بأكثر من عشر شقق ولم أجد مسكنا، رغم أنني أحمل خطاب اللجنة"، وأضاف توجهت بعدها إلى أحد الفنادق الكبيرة بالمنطقة – تحتفظ الوطن باسمه – ولم أجد القبول، وقال "رفض الفندق خطاب اللجنة بحجة أنه غير رسمي ولا يعترفون به"، وزاد "تواصلنا مع اللجنة فوجهونا لإحدى المدارس، ثم طلبوا منا الانتقال إلى قصر أفراح". وعبر المواطن العطوي عن أسفه الشديد نتيجة سوء التنظيم من قبل اللجنة المعنية بالإيواء، وكذلك غياب التنسيق وضعف التواصل مع أصحاب دور الإيواء، مشيراً إلى أنهم تعرضوا للإجهاد بسبب قلة الأكل ووسائل التدفئة وعدم امتلاكهم للسيارة.