كشفت مصادر سياسية يمنية عن تدخل الرئيس عبدربه منصور هادي لمنع الإعلان عن هوية شخصيات متهمة بكونها تقف وراء محاولات إعاقة مسار التسوية السياسية، عبر رفضه اقتراحا قدمه المندوب البريطاني في مجلس الأمن خلال زيارة أعضاء مجلس الأمن الأخيرة وغير المسبوقة لليمن. وأكدت المصادر أن مجلس الأمن خلال اجتماعه بالرئيس هادي كان بصدد الكشف عن هوية معيقي التسوية السياسية في اليمن قبيل تدخل هادي الذي طلب إرجاء مثل هذا الإجراء إلى وقت لاحق لاعتبارات تتعلق بحساسية الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية وعدم رغبته في استثارة أي من الأطراف الرئيسة الفاعلة في الساحة. وأشارت المصادر إلى أن المندوب البريطاني بمجلس الأمن، والذي رأس بعثة المجلس في زيارته الأولى من نوعها لليمن عرض على هادي استخدام مجلس الأمن التفويض رقم 40، الذي يخول المجلس بفرض عقوبات على معيقي العملية السياسية في اليمن استنادا إلى قراري مجلس الأمن رقمي 2014 و2051" وهو ما رفضه هادي الذي اعتبر إصدار مجلس الأمن عقوبات ضد بعض الشخصيات المؤثرة قد تترتب عليه تداعيات سلبية تؤثر على أجواء التهدئة النسبية القائمة في البلاد. وقالت المصادر إن مجلس الأمن أكد للرئيس هادي أنه جاهز لإصدار عقوبات فورية على معيقي التسوية السياسية في اليمن في حال تعثرت مساعيه الحثيثة للترتيب لعقد مؤتمر الحوار الوطني في مارس القادم. من جهة أخرى، قتل 14 شخصا بينهم 10 جنود بهجوم للجيش اليمني على مسلحين تتهمهم السلطات بالانتماء إلى القاعدة، في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء، وتفجير انتحاري في المنطقة. وذكر مصدر قبلي أن "الجيش بدأ تنفيذ هجوم بمختلف الأسلحة على منطقة المناسح بعد فشل وساطات لتلسيم ثلاثة أشقاء من آل الذهب هم قائد وعبدالرؤوف ونبيل" الذين يقودون مجموعة مسلحة تسيطر على المنطقة وتشتبه السلطات بأنها مرتبطة بالقاعدة. وأفادت المصادر أن ثلاثة أشخاص قتلوا في هذا الهجوم وأصيب عدد آخر بجروح، فيما أفاد مصدر قبلي أن مسلحين نصبوا كمينا للجيش في نقطة قريبة من منطقة المعارك وقتلوا جنديا واحدا وأصابوا اثنين آخرين. والأخوة الذهب الثلاثة هم أشقاء القائد المحلي السابق للقاعدة طارق الذهب الذي سيطر مع مجموعته على منطقة رداع المجاورة، قبل سنة ثم انسحب منها إلى المناسح وقتل على يد أخ آخر له موال للحكومة يدعى حزام. وظل أشقاء الذهب الثلاثة متحصنين في منطقة المناسح بعد مقتل طارق، فيما تدور حولهم شبهات باحتجاز ثلاثة أسرى أوروبيين مختطفين في اليمن منذ 21 ديسمبر الماضي. لكن مصادر قبلية تؤكد أن آل الذهب ينفون احتجازهم الرهائن (نمساوي وفنلنديان) في وقت قالت مصادر قبلية إن الأوروبيين موجودون على الأرجح في محافظة مأرب.