في الوقت الذي بدأت فيه إدارة مرور جدة صباح أمس، تطبيق مشروع معالجة الازدحام وتنظيم الحركة المرورية ودخول الشاحنات بمشاركة عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، أصر عدد كبير من قائدي الشاحنات على الدخول للطرق الرئيسية والمحاور الفرعية داخل المدينة، مزاحمين الطلاب والموظفين، مما تسبب في عرقلة الحركة المرورية على طريق الحرمين في ساعات الصباح الأولى. "الوطن" رصدت عددا من المواقع والطرقات التي شهدت رفض قائدي الشاحنات الالتزام بخطة المنع، ومضايقتهم لمرتادي الطرق السريعة والداخلية، وهو ما أثار حفيظة عدد من المواطنين الذين التقتهم "الوطن" معبرين عن استيائهم من مضايقة الشاحنات خاصة في أوقات الذروة، ومشيرين إلى أن كثافة تواجدها فوق الجسور وفي مداخل المدينة ومخارجها تسبب في تأخير وتعطيل حركة السير، محملين دوريات المرور المسؤولية عن تطبيق الخطة، وفرض العقوبات الصارمة على الشاحنات. وأشار عدد من المواطنين إلى أن المشروع الذي أطلقته المحافظة بمتابعة من المرور كان لا بد من أن تسبقه حملات توعية شاملة وبوقت كاف لا سيما أن مدينة جدة تشهد ازدحاما شديدا، وأن عملية السيطرة على الشاحنات تكاد تكون شبه معدومة في ظل ما تشهده المحافظة من مشاريع ضخمة، وأن الشاحنات باتت هاجسا يؤرق كافة سكان المدينة ويعطل مصالحهم وسببا رئيسيا في تأخير وصولهم لمقار أعمالهم ومنازلهم صباح ومساء. من جهته، أوضح مدير مرور جدة اللواء محمد بن حسن القحطاني ل"الوطن" أن مرور جدة وعددا من الجهات الحكومية ذات الاختصاص بدأت صباح أمس تطبيق مشروع معالجة الازدحام في جدة وتنظيم الحركة المرورية ودخول الشاحنات بمتابعة ميدانية من محافظ جدة ووكيل المحافظة للخدمات وبوقوفه شخصيا في الميدان لمتابعة تطبيق البرنامج حيث تم تحرير 984 مخالفة للشاحنات من الساعة السادسة صباحا وحتى الثالثة عصرا إضافة إلى تحديد 28 موقع حجز على مستوى المحافظة تم حجز الشاحنات المخالفة بها ومنع دخولها للمدينة. وبين أن الفرق الميدانية بإشراف ضباط وأفراد المرور تواجدت في مداخل المدينة ومخارجها وفي الطرق السريعة وداخل المحافظة وعملت على رصد كافة الشاحنات المخالفة، وأن هناك أعدادا كبيرة من الشاحنات انطلقت من داخل المدينة مثل شاحنات مياه الصرف الصحي والمياه المحلاة وغيرها من الشاحنات المتوقفة داخل الأحياء وفي نطاق كوبري الخير، وتم رصدها من قبل الدوريات المتحركة وتحرير مخالفة بحقها مشيرا إلى أن حجز 984 شاحنة في أول يوم من انطلاق البرنامج عمل سيكون له تأثيره على فك الزحام المروري في كافة أرجاء محافظة جدة واعدا بأن يلحظ المواطنون تغيرا واضحا خلال الأيام القليلة المقبلة. وشدد على أن البرنامج يقضي بمنع الشاحنات بشكل قاطع من الدخول للمدينة في فترات الذروة المحددة بالخطة، وفق ما تم الاتفاق عليه مع محافظة جدة تفاديا لتكدس المركبات في الطرق السريعة والداخلية جراء تداخل هذه الشاحنات معها في خطوط سيرها، مستعرضا آلية دخول وحركة الشاحنات بمدينة جدة التي تهدف إلى تنظيم دخول الشاحنات للحد من عشوائية حركتها وذلك من خلال تصنيفها حسب الخدمة وتحديد أوقات لتنقلها ومواقع لإيقافها وتنظيم الحركة حسب الخدمة التي تقدمها تلك الشاحنات وتحديد مسؤولية كل جهة في التعامل مع هذه الآلية وتطبيقها. وشدد القحطاني على تقيد كل جهة وحسب الخدمة التي تقدمها بالأوقات المسموح بها وعدم تقديم خدماتها إلا أثناء فترة السماح المتفق عليها وعلى الشركة الوطنية للمياه زيادة ساعات الضخ لمياه الشرب في الأشياب الواقعة في بريمان - كيلو 14 وتخفيف ساعات الضخ من الأشياب الواقعة في شارع المكرونة. وأوضح أن المرحلة الثانية وما يعرف ب"الدائمة" تخص قيام أمانة جدة بتخصيص 8 مواقع لحجز الشاحنات داخل المحافظة مع إلزام المقاولين والشركات والمصانع بأوقات دخول الشاحنات والتأكيد على المتعهدين بعدم تحرك الشاحنات إلا في الأوقات المسموح لها بذلك وحسب الخدمة المقدمة وتقوم إدارة مرور محافظة جدة بضبط جميع المخالفات وتمشيط الأحياء السكنية والعمل على تنفيذ حملات مرورية بين وقت وآخر لضبط الشاحنات وتطبيق الأنظمة والتعليمات بحقها من خلال حجزها في الأماكن المخصصة لذلك من قبل الأمانة مع وضع اللوحات الإرشادية على جميع مداخل المدينة لتحديد زمن دخول الشاحنات إلى المدينة.