قصة الإيدز في المملكة هي حكاية مقاومة وصد لهذا الغزو الذي بدأت طلائعه منذ الثمانينات، وكانت أبرز أسباب انتشار هذا المرض، سعودياً، غياب الملفات الطبية العائلية التي تسمح باكتشاف الحالات مبكراً ومعالجتها بصورة أفضل، وكثرة الوافدين إلى الداخل من بلدان كان لهذا المرض فيها النصيب المعلى، إضافة إلى الجهل بهذا المرض الخطير، وأسباب الإصابة به نتيجة غياب التوعية والمغالاة في الحذر. الخريطة التي يرصدها التقرير السنوي للوكالة المساعدة للطب الوقائي ممثلة بالإدارة العامة للأمراض الطفيلية والمعدية الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، تكشف وجهاً جديداً للمريض، وتتبع ملامحه سواء من حيث الأعمار أو الجنسيات أو المناطق أو الأسباب، الأمر الذي لا يقتصر على تعداد الحالات بل يكتشف الدروب التي يدخل منها الإيدز، ويحدد الممارسات التي يخترق الأجساد من خلالها، كما أنه يلقي بالضوء على كثير من التفاصيل الاجتماعية التي تحتضن المرض وتشجع على انتشاره من خلال الممارسات الجنسية غير الشرعية وصولاً إلى تعاطي المخدرات وهما، حتى الآن أبرز عاملين في انتشار هذا المرض عبر تاريخه المحلي، واللافت أن 23% من الإصابات عند غير السعوديين اكتشفت عند تجديد الإقامة مما يعني إما خللا في اجراءات الفحص الأولي أو أن دورة داخلية للأيدز تنشأ بعد قدوم الشخص إلى الداخل نتيجة اختلاط الجنسيات وتداخلها. من جهة أخرى يكشف التقرير الناتج الإيجابي لعمليات فحص ما قبل الزواج والسجون واستخراج الإقامة وتجديدها والإجراءات الجراحية في التعرف إلى المصابين واكتشاف حالتهم مما يجعل هذا التقرير الأكثر دقة وشمولاً منذ بدء عمليات الرصد للإصابة بالإيدز في السعودية. يكشف التقرير عن تسجيل (1287) حالة جديدة عام 2009 مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب منها (481) سعوديا بنسبة 37% و(806)غير سعوديين بنسبة 63% وبنسبة تقل 5% عن الحالات المكتشفة بين السعوديين في عام 2008. وبين التقرير أن العدد لكل الحالات المكتشفة منذ عام 1984 وحتى نهاية 2009 بلغ "15213" حالة منها "4019" سعوديا و"11194" غير سعوديين، حيث تم اكتشاف "1287" حالة جديدة عام 2009 منها "481" سعودي و"806" غير سعوديين ويلاحظ أن الحالات المكتشفة بين السعوديين لهذا العام تقل ب5% عن الحالات المكتشفة للعام الماضي 2008. وأكد التقرير أن نسبة الرجال للنساء وسط السعوديين للحالات المكتشفة عام 2009 بلغت 4: 1 تقريباً، فيما شكلت الفئة العمرية 15-49 سنة 81% "389 من أصل 481" من المصابين السعوديين المكتشفين في عام 2009. وقال التقرير إن العلاقات الجنسية تمثل حوالي 95% من طرق العدوى بين السعوديين المكتشفين في العام 2009 "456 حالة من أصل 481" تليها العدوى من الأم إلى الجنين 3% "14 حالة" ثم تعاطي المخدرات بالحقن 2% أي 11 حالة". وأضاف التقرير أنه تم اكتشاف معظم الحالات بين السعوديين بسبب وجود أعراض مشتبهة (41%) أو عند فحص مخالطين 12% وعند فحص ما قبل الزواج 12%, وسط نزلاء السجون (11%), فحص طوعي 7% المتبرعين بالدم 5%. وأوضح التقرير أنه تم اكتشاف معظم الحالات بين غير السعوديين أو بسبب وجود أعراض مشتبهة (33%) أو عند تجديد الإقامة (23%) ووسط نزلاء السجون (20%) أو عند استخراج الإقامة (12%). وكشف التقرير أن محافظة جدة تمثل النسبة الأعلى لاكتشاف الحالات بين مناطق المملكة (37% من السعوديين و46% من غير السعوديين)، وأغلب الحالات المكتشفة هي من الجنسية الإثيوبية بنسبة 20% تليها الجنسية اليمنية 15%, والإندونيسية 8%, السودانية 7% ثم الجنسية الهندية 6% والنيجيرية 5% والبنغلادشية 5% والباكستانية 5%. وبلغ عدد الذكور السعوديين المصابين بالفيروس لعام 2009 (389) بنسبة 81% بينما بلغ عدد النساء (92) بنسبة 19%، وبذلك تبلغ نسبة الرجال إلى النساء 4 : 1. وهذه تتطابق مع نمط التوزيع الجنسي المعروف عن المرض بالمملكة للأعوام السابقة, حيث ما زالت أغلب الحالات المكتشفة بين الرجال. ويلاحظ من توزيع الحالات وسط السعوديين للعام 2009 أن البالغين من الفئة العمرية 15 سنة إلى 49 سنة يشكلون حوالي 81% من إجمالي الحالات المبلغة بينما يشكل الأطفال اقل من 15 سنة حوالي 5% والبالغين فوق 49 سنة حوالي 14%. و أغلب الحالات المكتشفة بين السعوديين كانت بمناطق جدة 186 حالة وتشكل 39% والرياض 94 حالة وتشكل 20%, العاصمة المقدسة 49 حالة وتشكل 18%, وجازان 38 حالة وتشكل 8% وتمثل هذه المناطق حوالي 84% من إجمالي الحالات. و معظم الحالات بين السعوديين تم اكتشافها بسبب وجود أعراض مشتبهة (41%)، عند فحص مخالطين (12%), فحص ما قبل الزواج 12%, نزلاء السجون (1%)، فحص طوعي 7% والمتبرعين بالدم 5%. ( ب) الوضع الوبائي للمرض بين غير السعوديين خلال عام 2009 بلغ عدد الحالات المكتشفة والمبلغة بين غير السعوديين خلال العام 2009 (806) حالات بنسبة 63% من إجمالي عدد الحالات المكتشفة بالمملكة بزيادة 5% عن عدد الحالات المكتشفة للعام السابق 2008, وقد بلغ العدد التراكمي لغير السعوديين منذ بداية اكتشاف وتسجيل الحالات عام 1984 حتى نهاية 2008 (11194) حالة بنسبة 74% من إجمالي عدد الحالات التراكمية. وتبين أن أغلب الحالات تم اكتشافها بسبب وجود أعراض مشتبهة (33%) أو عند تجديد الإقامة (23%) أو وسط نزلاء السجون (20%) أو عند استخراج الإقامة (12%).