لقد ساءني ما شاهدته من عبارات كُتبت على بعض الجسور والأماكن العامة في تلك البقعة الفاتنة ذات الجو الجميل والأشجار الخلابة والهواء العليل، والتي قيل فيها ذات مرة "ومن المعانق أمطرت سودة عسير اتوردت". إن هذه السلوكيات ليست وليدة الحاضر وإنما هي تأتي من جيل بعد جيل رغم النصائح والتوجيهات بأن هذا الفعل خاطئ ومشين، ورغم ما يُبث عبر وسائل الإعلام المقروءة منها أو المسموعة أو المرئية بخصوص هذه العادات الخاطئة، ورغم قناعاتهم بتصرفاتهم الخاطئة إلا أنهم لا يزالون في غيهم سائرين! إنها ليست الوحيدة في بلادي والتي طالتها أيدي الشباب العابثين ولكنها الأجمل التي لم تسلم من عثراتهم. إن ما يحدث من بعض شبابنا من العبث والتخريب لا ينطبق على شباب واع ومثقف. ما نشاهده على جدران المدارس والمجمعات الحكومية وحتى الطرقات والجبال بل والمساجد من كتابات وخربشات لا توحي بثقافة ذاتية لأصحابها. للأسف هناك مبانٍ رائعة ذات تصميم رائع أيضا ولكنك عندما ترى الكتابات تملأ واجهات تلك المباني فإنك تتحسر وتندم على تلك التصرفات التي تحدث من شباب لا يهتم بالمظهر العام لمدينته ومَدَنيةِ شبابها. إنها سلوكيات مشينة وتصرفات هوجاء شوهت معالم بلادي، ولا تدل على تقدم معرفي لأصحاب تلك التصرفات والسلوكيات. وللأسف حتى دورات المياه لم تسلم أبوابها وجدرانها من تلك المهازل الشبابية. ولست أدري هل يجدون في ذلك المتعة، أم إن العبث هدفهم؟ إنها رسالة أبعثها مع الأمل في أولئك الشباب ومن سيأتي خلفهم بأن هذه العادات السلوكية سوف تندثر مع الإصرار والعزم منهم على ترك تلك العادات، وأن نجعل بلدنا من أجمل بلدان العالم إن لم يكن أجملها، ولن يتحقق ذلك إلا بالحرص الشديد من الجميع على نظافة هذا البلد وإعطائه حقه من التقدير والاحترام.