خاطب أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل التجار خلال افتتاحه أمس مبنى غرفة مكةالمكرمة الجديد، بأن مشروعكم الاقتصادي القادم هو "صنع في مكة"، مؤكدا أنه إذا تحققت الإرادة والإدارة فلا بد أن نصل إلى الصدارة. وقال الفيصل: إن الغرفة تشهد يقظة وحركة تنموية بعد ذلك السبات الطويل الذي عاشته خلال السنوات الماضية وكنت دائما أدعو إلى العمل الجاد وتحققت الإرادة لأن مجلس الإدارة لم يتوقف عندما أراد إنشاء هذا المبنى عند عدم وجود المبالغ اللازمة، فبالإرادة استطاع أن يجمع المبلغ المطلوب وبالإرادة أنشئ هذا المبنى على أسس إدارية وعلمية حديثة". وزاد أمير مكة: "إن التصميم لم يكن فقط من أجل اجتماع الموظفين يوميا في الصباح وانصرافهم بعد الظهر وإنما لتطوير العمل في الأسلوب الإداري الحديث فتحققت الإدارة أما الصدارة فهي ماتحقق فى هذا الصباح عندما أجمع الجميع على أن هذا العمل مميز. وأكد أن الله تعالى بشر أهل هذه المدينة العظيمة بالأمن وبالرزق ولهذا وجب علينا الشكر، والشكر لا يمكن أن يكون إلا بالعمل، والعمل في هذا المجال مجد لأنه في خدمة أعظم مدينة على وجه الأرض وأطهر بقعة في هذا الكون ولأن الله تعالى كرمنا بأن نسكن بجوار هذا البيت العتيق فلا بد أن نجعل من هذه المدينة كذلك، بالإضافة إلى قبلة العبادة أن تكون كذلك قبلة الاقتصاد، الله سبحانه وتعالى يسر لنا العالم الإسلامي أجمع بأن يتوجه إلى هذه المدينة خمس مرات في اليوم مصليا وأن يحج إلى هذه الأرض مرة في العمر على الأقل والعمرة ، فهي دعوة إلهية لزيارة هذه الأرض وزيارة هذا البيت فلا بد أن نستغل هذا التكريم من رب العالمين ونعطي الزائر والمعتمر والحاج صورة حضارية كبيرة وعظيمة لهذا الإنسان الذي يسكن هذه الأرض المشرفة. وأضاف الفيصل مذكرا، يجب علينا كذلك أن نستغل هذه الفرصة لأن نكون لأنفسنا اقتصادا عالميا قويا ولقد بادرتم في طرح مشروع "صنع في مكة" وليكن هذا مشروعكم الاقتصادي في الأعوام المقبلة ، وإنني لأرجو مخلصا من الغرفة ومن الأمانة ومن وزارة التجارة أن تعكف على تطوير هذا المشروع من رفوف الدراسة إلى أرض الواقع وأرض العمل وأن نرى في القريب العاجل الأراضي والمباني والإداريين والاقتصاديين يعملون فيها بشكل منتظم لتأسيس الحقول الاقتصادية اللازمة لهذا المشروع العظيم، "صنع في مكة". من جهته دعا رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة ورئيس مجلس الغرف الإسلامية صالح كامل، إلى ترشيح مبنى مكةالمكرمة ليحصل على جائزة مكة للتميز في الفرع العمراني خلال الدورة الحالية للجائزة، مفيدا أن تشييد المبنى لم يكتف بمجرد البناء فقط، بل إنه شمل التصاميم المعمارية التي أظهرت وجه العمارة الإسلامية وجعلت منه رمزا للعابرين إلى مكةالمكرمة من وإلى محافظة جدة، البوابة الكبرى التي يفد من خلالها الحجاج والمعتمرون إلى مكةالمكرمة سنويا. وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة طلال مرزا: يجب أن نستعد لمرحلة جديدة لغرفة مكة وللمجتمع الاقتصادي بمكةالمكرمة، فالمقر الجديد دون حراك وتفاعل وتنشيط للفعاليات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لن يحقق الأهداف منه. فيما أكد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة زياد فارسي إلى "الوطن"، أن المرحلة التالية هي الارتقاء بالخدمات المقدمة للمنتسبين والمشتركين والتجار والصناع، والتوسع في الخدمات من خلال خدمة الشباك الواحد وإنشاء قاعدة بيانات عن المؤسسات والشركات الداخلية والخارجية التي يحتاجها التجار من داخل وخارج المملكة لتطوير قطاع الأعمال بمكةالمكرمة وتسهيل تعاملاتهم التجارية والمالية داخل السعودية وخارجها، وتكثيف الجهود لخلق مناسبات ومبادرات لزيادة النشاط التجاري، والتسويق والترويج لمكةالمكرمة بأن تكون مركزا للتبادل التجاري الإسلامي. وحول ترشيح سيدات أعمال لأنفسهن في عضوية مجلس الغرفة في دورته المقبلة، أوضح فارسي، أنه يحق لهن الترشيح على أن تكون لدى سيدة الأعمال خطط استراتيجية وتطويرية داعمة لأعمال ومنجزات الغرفة، ومن الأسماء المرشحة للعضوية آمنة زوازي، عزيزة عبدالرحيم، هدى مهدي، مؤكدا بأن مشروع "صنع في مكة" والدعم الحثيث والحرص من قبل وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح، يضاعف الجهود على الغرفة للإسراع في الخطوات نحو تحقيق هذا المشروع الذي سيرى النور قريبا، مشيرا إلى أن هناك مشاريع اقتصادية اجتماعية عديدة سيتم الإعلان عنها قريبا لدعم "صنع في مكة". إلى ذلك أكدت مديرة مركز السيدة فاطمة الزهراء لخدمة سيدات الأعمال بالغرفة دلال كعكي، أن مشروع "صنع في مكة" هو الهدف التالي بعد مبنى الغرفة الجديد، وسيتم تحقيق الهدف بتسخير كافة الطاقات والإمكانات وتحريك الخطط الراكدة وتذليل العقبات وتكثيف الجهود ومنح التراخيص لتحقيق الهدف، وأضافت كعكي، أن وجود المصانع يحقق أهدافا تنموية اقتصادية واجتماعية للأفراد والدولة، بزيادة الدخل، وإيجاد فرص وظيفية لأبناء المنطقة، والحد من البطالة، والحد من وجود العمالة الأجنبية. وأشارت إلى أن الغرفة بصدد دعم الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحويلها إلى مصانع صغيرة بالتعاون مع الجهات الداعمة التي سخرتها الدولة، صندوق التنمية، بنك التسليف، صندوق المئوية والدعم والمساندة والتوعية والتثيقف لإنجاح تلك المشاريع.