ينتظر زهاء 10 آلاف نسمة من سكان مدينة جبة شمال حائل " 103 كلم" مواكبة الجهات الخدمية للنمو السكاني المطرد، وارتفاع أعداد الزوار والسياح عليها، كونها إحدى القرى التراثية الخمس بالمملكة التي تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تطويرها وتأهيلها، مع إنهاء متطلبات تسجيلها لدى منظمة اليونيسكو ضمن قائمة التراث العالمي منتصف العام الماضي، كونها تحمل إرثا تاريخيا يعود لأكثر من 20 ألف عام قبل الميلاد. وتعد جبة حاليا بوابة حائل الشمالية لوقوعها على شبكة طرق دولية ورئيسية، منها طريق حائل الجوف الدولي، وطريق حائل تبوك الجاري تنفيذه، ويأتي القطاع الصحي ضمن أولويات الأهالي، وأقرب مستشفى يبعد عنها أكثر من 103 كلم، خصوصاً أن المركز الصحي لا يخدم احتياجات الأهالي الآنية والمستقبلية. ويقول فيصل الثليج أحد أهالي مدينة جبة إن عدداً من الأهالي رفعوا مطالبات إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ببناء مستشفى، وردت الوزارة بأنها أحالت مطالباتهم إلى نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير بتاريخ 6/12/1433، مشيراً إلى أن الأهالي سيعملون على إطلاع وزارة الصحة بأحقية مدينتهم لمستشفى يلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم. من جانبه، شدد الشيخ عيد الرميح على ضرورة إدراج جبة ضمن خطط جامعة حائل لافتتاح فروع بمدن ومحافظات المنطقة، مذكرا أن هناك نحو 1500 طالب وطالبة يدرسون بالجامعة ويواجهون صعوبات في التنقل لأنها تبعد مسافة كبيرة عن مقر سكنهم، ويضطر البعض منهم للاغتراب والسكن بعيدا عن أهاليهم، فيما تضطر أغلب الطالبات لقطع مسافة 200 كلم يوميا، مما يؤثر على الخطة الدراسية لطلاب، ويحدهم أيضاً عن بعض التخصصات المطلوبة التي يصعب فيها الجمع بين الدراسة والسفر. هذا، ويتطلع الأهالي إلى توفير خدمات الصرف الصحي، ومواكبة رقعة السكانية، والمحافظة على المياه الجوفية. من جهته، أرجع رئيس بلدية جبة المهندس فوزان الفوزان قلة الإمكانيات لدى قطاع المقاولات بالمنطقة إلى عدم البدء في مشاريع تطوير المنطقة المركزية ضمن خطط تطوير البلدة القديمة التي قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بدراستها، مشيراً إلى أن البلدية تسعى إلى تطويرها بشكل يتكامل مع مكانتها التاريخية والطبيعية المتميزة، ويجعلها مورداً اقتصاديا للمجتمع المحلي ومصدراً لفرص العمل، وذلك من خلال الاستفادة من المقومات السياحية، وتوظيفها لزيادة معدلات الإنفاق والإقامة. إلى ذلك، بين رئيس الغرفة التجارية الصناعية سابقا وعضو لجنة تطوير التراث العمراني بجبة منصور العمار أن هيئة تطوير التراث العمراني أسست لجنة تنفيذية لتطوير مدينة جبة، وتمت مناقشة مشروع قرية جبة التراثية، وبحث جميع السبل الممكنة لتسريع عملية التطوير، ودراسة الطابع التراثي ابتداء من البوابة وانتهاءً بجبل أم سلمان، مشيراً إلى أنه تم تقديم دراسة حول تأسيس شركة جبة القابضة لأمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبد المحسن؛ لتكون ذراعا تنفيذياً لتسريع وتيرة المشاريع في مدينة جبة. وأضاف العمار أن هناك أياد خفية تدخلت لتغير الاتجاه من تطوير مدينة جبة، رغم تقدم الأهالي بعدد من الخطابات لأمير المنطقة لإشعاره بذلك وللأخذ بتقارير اللجنة التنفيذية. يذكر، أن جبة تعد قبلة المستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية.