كشفت مصادر أميركية عن خلاف بين البيت الأبيض ووزراة الدفاع الأميركية (البنتاجون) حول الموقف الذي يجب تبنيه في مالي، ما أثار جدلا حادا داخل إدارة الرئيس باراك أوباما لمعرفة ما إذا كانت هذه العناصر المتشددة تشكل خطرا يمكن أن يتطلب ردا عسكريا. وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أول من أمس أن عددا من مسؤولي البنتاجون يحذرون من أن غياب التزام أكبر من جانب الولاياتالمتحدة يمكن أن يجعل مالي ملاذا للمتطرفين كما كانت أفغانستان. لكن عددا من مستشاري البيت الأبيض يرون أنه من غير الواضح ما إذا كان متمردو مالي وبينهم عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يمكن أن يعرضوا الولاياتالمتحدة للخطر. وتابعت أن هؤلاء المستشارين يخشون أن تجر الولاياتالمتحدة إلى نزاع معقد ضد عدو لا يمكن السيطرة عليه في مالي بينما تقوم القوات الأميركية بالانسحاب من أفغانستان. من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في أبيدجان قوة التدخل الأفريقية للانتشار "في أسرع وقت" في مالي، حيث يقاتل جنود فرنسيون وماليون مجموعات إسلامية مسلحة تسيطر على شمال هذا البلد. وقال لدى افتتاح قمة غرب أفريقيا حول الأزمة إن العملية العسكرية الفرنسية في مالي التي بدأت في 11 يناير الجاري "لن تحل محل المهمة الدولية لدعم مالي". وشدد على أنه "من الملح أن تستعيد السلطات المدنية زمام الأمور" في باماكو. ومن أجل تسوية الأزمة، دعا إلى "اتفاق سياسي" بين المجموعات في شمال مالي وبين سلطات باماكو.