دعا والي محافظة بورصة التركية شهاب الدين خاربوط في تصريح خاص إلى "الوطن" المستثمرين السعوديين إلى تكثيف استثماراتهم في المدينة، واعدا إياهم بإعفاءات ضريبية وتذليل العوائق الإدارية والفنية أمامهم، كاشفا قدوم أكثر من 50 ألف سائح سعودي خلال إجازة الفصل الدراسي الأول. وجاء ذلك خلال سلسلة اجتماعات مصغرة، للحديث عن السبل التطويرية الاستثمارية، لمحافظة بورصة، وهي رابع أكبر مدن تركيا، وتقع في الشمال الغربي بين مدينتي إسطنبولوأنقرة، ضمن خطة تنشيط اقتصادية تقودها الخطوط الجوية التركية والقنصلية العامة التركية بجدة ومحافظة بورصة بهدف تنشيط جانب الاستثمار السياحي من قبل المستثمرين السعوديين. ومن أجل تحفيز السياحة العربية، والسعودية بوجه خاص، إلى المدينة بدأت الاستعدادات لبناء شركة طيران خاصة ستسير رحلات مباشرة من وجهات عربية مختارة إلى بورصة، بدلاً من الذهاب إلى إسطنبول ثم إليها، الأمر الذي سيساهم في زيادة أعداد السياح العرب. ويقدر رأسمال الشركة بحوالي 30 مليون دولار، تتحمل الإدارة المحلية ببورصة 25%، فيما تتحمل منظمة السياحة العربية جلب النسبة المتبقية ال75% من المستثمرين العرب. ودعا خاربوط رجال الأعمال إلى الاستثمار في الشركة الجديدة في تصريح إلى "الوطن" بقوله: "إن المجال مفتوح أمام رجال الأعمال السعوديين والخليجيين للمساهمة في هذه الشركة، التي ستكون بمثابة نقلة نوعية وسياحية واستثمارية فعّالة جداً" ولم تكن دعوة المسؤول الأول في بورصة لرجال الأعمال السعوديين محصورة في شركة الطيران فقط، بل أعطت أرقاماً أخرى قصد منها الدلالة على الجاذبية الاستثمارية، فالمدينة تمد خزينة الدولة التركية في أنقرة بنصف الإنتاج والدخل القومي، إذ تستحوذ على 60% من صناعة السيارات، و70% من تصنيع النسيج والملابس الجاهزة، فيما تبلغ مساهمتها في صناعة الشاحنات الكبيرة 45%، كما تصدر 70% من مجمل المياه المعدنية الصالحة للشرب، إلى جانب شهرتها الكبيرة في صناعة الحرير. وفي سياق متصل، يعتزم مسؤولو المحافظة اقتسام النصيب الأكبر من كعكة الدخل القومي من السياحة الخارجية بأكثر من 5 ملايين زائر لبورصة فقط، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن مجموع المقبلين بغرض السياحة لتركيا بين 27-31 مليون نسمة سنوياً.ويستند حديث كبار مسؤولي المحافظة في تفاؤلهم إلى ترشيح مدينتهم من قبل منظمة السياحة العربية؛ لتصبح عاصمة السياحة العربية والإسلامية عام 2013. وما يمكن ملاحظته عند التجول بين أركان المدينة حركة سريعة في إنشاء عدد غير قليل من الفنادق الجديدة لزيادة السعة السريرية أمام حركة السياحة في المدينة. ونصح المسؤولين، الذين التقتهم "الوطن"، المستثمرين السعوديين بالدخول في عدة مجالات سياحية من ضمنها مجال الفندقة، وخاصة أن بورصة تشهد حالياً بناء قرية سياحية نموذجية جديدة تنافس القرى السياحية الأوروبية. كما تشتهر بوصة في مجال السياحة العلاجية من خلال المياه المعدنية في حمام "تيرمال"، وتشكل عصبا مهما في الخارطة السياحية للمدينة. "الوطن" التقت عددا من السياح السعوديين في وسط المدينة، وأشار السائح السعودي علي الغامدي إلى أن بورصة تمثل له بديلاً سياحياً عن أوروبا، للاستمتاع مع عائلته بالأجواء الخلابة، والتزلج على الثلوج في جبل أولوداج، الذي يرتفع عاليا خلف مركزها وهو منتجع شهير للتزلج، إلى جانب كثرة الحدائق العامة والمتنزهات الموجودة حولها حتى لقبت ب"Yeşil Bursa" وتعني "بورصة الخضراء".