على غرار موقعي نظام تصنيف برمجيات الألعاب الإلكترونية الأميركي "ESRB"، والاتحاد الأوروبي "PEGI" أنشأ أستاذ الحاسب التربوي المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق وفريق من سبعة طلاب في مرحلة الماجستير تخصص مناهج وطرق تدريس الحاسب موقعا على الإنترنت يضم تصنيفا إسلاميا مقترحا لحماية الأطفال والشباب من خطر الألعاب الإلكترونية. وأوضح الهدلق ل"الوطن" أن "للألعاب الإلكترونية سحرا منقطع النظير يستهوي الصغار والكبار، ولا بد من الحرص عند ابتياع أي نوع منها على الاختيار بناءً على عمر اللاعب، ولكن هناك مشكلة تؤرق أولياء الأمور، وهي أن التصنيفات المعتمدة للألعاب عالمية، وقد لا تراعي خصوصية مجتمعنا وثوابت ديننا، وقد حاول المختصون في التربية البحث في تصنيف يناسب ثوابتنا الدينية، ويحفظ المقاصد الخمسة، وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل، والمال، والنسل". وأضاف أن "هناك مرجعين مهمين للتقليل من أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال والشباب، وهما مجلس تصنيف الألعاب الترفيهية الأميركي "ESRB" ، و"نظام معلومات الاتحاد الأوروبي للألعاب" "PEGI"، وهما يصنفان الألعاب الإلكترونية وفقاً للمرحلة العمرية المناسبة لممارسة اللعبة، وتوضيح محتوى كل لعبة عبر أوصاف مختصرة، ويفيد المرجعان أولياء الأمور في اختيار الألعاب المناسبة". وأشار الدكتور الهدلق إلى أن "بعض الشركات التي تنتج برمجيات الألعاب الإلكترونية تعرضت في تسعينيات القرن العشرين إلى انتقادات من قبل الآباء والمشرعين الأميركيين، على خلفية وجود ارتباط بين مشاهد العنف الموجودة في بعض الألعاب الإلكترونية، والعنف الحقيقي الذي يرتكبه بعض الأطفال في الواقع المعاش، وهو ما أشعل الكثير من النقاش حول مدى دستورية فرض قيود إجبارية على محتوى الألعاب الإلكترونية، ولهذا جاء نظام تصنيف الألعاب الإلكترونية الأميركي المعروف "بمجلس تصنيف البرمجيات الترفيهية" (ESRB) كمحاولة لتجنب القيود التشريعية، وذلك عبر تبني عمليات تطوعية لتصنيف الألعاب الإلكترونية، لإرشاد الوالدين بخصوص محتوى اللعبة الإلكترونية، والتصنيف السني المناسب لممارستها". وأوضح أستاذ الحاسب التربوي أن هذه الأنظمة قد لا تتناسب مع ثقافة مجتمعنا وثوابت ديننا، لذا من المفترض اعتماد تصنيف للألعاب للحفاظ على معتقدات أطفالنا الدينية، والثوابت الأخلاقية، وذلك يمكن باستحداث نظام إسلامي لتصنيف الألعاب يهدف إلى تزويد الآباء وأولياء الأمور والمربين، وجمهور المستهلكين بمعلومات واضحة وموضوعية ذات صلة بالحد الأدنى للمرحلة العمرية المناسبة لممارسة لعبة إلكترونية ما، مع إعطاء وصف توضيحي مختصر لمحتوى اللعبة، وفقا للرؤية الإسلامية التي ينطلق منها نظام التصنيف"، ويرى أنه من الأفضل أن تتبنى وزارات الثقافة والإعلام بدول العالم الإسلامي هذا النظام، وتتولى تطبيقه على جميع برمجيات الألعاب الإلكترونية المنتجة محلياً والمستوردة من الخارج. ويؤكد الدكتور الهدلق على ضرورة نشر الوعي بأهمية التصنيف المقترح، ودوره في الحد من المفاسد، والمخاطر، والآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال والقصر، ووضع قائمة بأسماء جميع برمجيات الألعاب الإلكترونية التي يتم إدراجها من قبل التصنيف المقترح، ونشرها على موقع النظام على الإنترنت، حتى يتمكن الآباء والمربون من الاطلاع عليها، ومعرفة محتوى الألعاب، وتصنيفاتها العمرية، ومدى مناسبتها لأبنائهم وطلابهم، بالإضافة إلى تحديث قائمة برمجيات الألعاب التي يتم تصنيفها كل عام. ويرى الدكتور الهدلق أن "الحل لا يكمن في حرمان الأطفال، ومنعهم من ممارسة الألعاب الإلكترونية، ولكن يمكن في الحد من بعض الآثار السلبية المترتبة على ممارسة الألعاب، بقيام الوالدين وأولياء الأمور بمراقبة محتوى الألعاب، على غرار ما يفعله الأميركيون، ومواطنو دول الاتحاد الأوروبي مع أولادهم". وأوضح أنه أجرى دراسة بعنوان "إيجابيات وسلبيات الألعاب الإلكترونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طلاب التعليم العام بمدينة الرياض"، طبقت على 359 طالبا بمراحل التعليم العام الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتوصلت إلى أن 75.5 % من طلاب التعليم العام يرون أنه "لا يوجد في المملكة تصنيف للألعاب الإلكترونية وفقاً لمناسبتها لأعمار اللاعبين"، ويرى 74.25 % منهم أن "الجهات الحكومية المسؤولة لا تزال بطيئة فيما يتعلق بتطوير الأنظمة والسياسات ذات الصلة بالألعاب الإلكترونية"، مشيرا إلى أنه في حال تم استعراض خارطة الدول التي تعتمد تصنيفا للألعاب الإلكترونية نجد أن دول العالم العربي تخلو من أي منهجية أو تصنيف محدد. وحث الباحث أولياء الأمور والمربين على الدخول على موقع النظام، والتعرف على مدلولات الرموز لتصنيف المحتوى والفئات العمرية على أغلفة الألعاب الإلكترونية على الرابط التالي: http://www.islamic-esr.com