ما بين مخاطر السيول التي تغمر الشوارع وتدخل المنازل وحظائر الأغنام، مسببة خسائر فادحة للسكان كونها أول مكان تضربه السيول القادمة من وادي نجران، وكثرة المتسللين وعمليات التهريب، يعيش أهالي قرية "الموفجة" عرضا مستمرا من المعاناة، آملين حزمة من الخدمات التي تحتاجها القرية. "الوطن" من خلال جولتها في القرية التي كانت تسمى قديما "الموت فجأة"، لأن قاطنيها مهددون بالموت في أي لحظة، نتيجة هطول الأمطار وجريان السيول، رصدت معاناة الأهالي الذين طالبوا الجهات المعنية بعمل مصدات وصبات خرسانية من جهة الوادي تحمي أهالي القرية ومزارعهم من خطر مياه الأمطار والسيول. يقول المواطن غنام أحمد من سكان القرية: "إن الأهالي كانوا قديما يعملون بالزراعة؛ حيث الأرض خصبة والمياه متوفرة بكثرة وكنا نزرع أغلب الخضراوات والفواكه، خصوصا الحمضيات، أما الآن فقد تغيرت الأحوال فلم تعد الأرض صالحة للزراعة وأصاب مزارعنا مرض أدى إلى تلفها، كما انتشرت السوسة الحمراء في أغلب مزارع النخيل، وحاولنا دون جدوى الاستعانة بمختصين من فرع وزارة الزراعة بالمنطقة أو مركز أبحاث البستنة لعلهم يجدون حلا لذلك، وعمل دراسات مستوفية للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تلف الزراعة ومن ثم معالجتها؛ كونها هددت الزراعة بشكل عام، وبالتالي أثرت على الثروة الحيوانية بالقرية. فيما أوضح المواطن مسفر آل تيسان أنهم يسكنون على ضفاف وادي نجران، ويوجد لديهم الكثير من الأودية والشعاب التي تغذيه مع نزول الأمطار؛ فيزداد الأمر سوءا كونه لا يوجد بالقرية عبارات لتصريف مياه الأمطار. وأضاف: نرى السيول تغمر الشوارع وتدخل المنازل وحظائر الأغنام مسببة خسائر فادحة لسكان القرية، إضافة إلى أن مجرى الوادي أصبح مكبا للنفايات والحيوانات النافقة مسببا أضرارا صحية جسيمة على سكان القرية، مما أدخل السكان في خوف وترقب، خصوصا عند نزول الأمطار، إذ إن المياه تتجاوز مجرى وحدود الوادي فتجرف مزارعنا القريبة منه وتتسبب في إتلافها، مطالباً بعمل مصدات وصبات خرسانية من جهة الوادي تحمي أهالي القرية ومزارعهم من خطر مياه الأمطار والسيول. بدوره، أكد أحمد آل قظيع أن الخطر الأعظم الذي يعانيه أهالي القرية يكمن في كثرة المتسللين وعمليات التهريب، كونها منطقة حدودية وتحيط بها الجبال من أغلب الجهات، كما أن الحي يفتقر إلى الإنارة والسفلتة، مما يسهل كثيرا عمليات التسلل والتهريب عبر القرية، "حتى إننا أصبحنا نشاهد المتسللين في أغلب الأحيان عبر المزارع وطريق مجرى الوادي القريب منا والمكتظ بالأشجار الكبيرة والكثيفة، حتى أصبح ذلك مشهدا يوميا اعتدنا عليه"، مضيفا: فمهما كثفت الجهات المعنية الحراسات والدوريات الأمنية فسيبقى الوضع صعبا للغاية في ظل الظروف السابقة، ولا يمكنهم التقليل من عمليات التهريب والتسلل إلا بعمل إضاءة كاملة للحي، بالإضافة إلى ضفاف الوادي كي لا يتمكن المتسللون والمهربون من الاختباء تحت جنح الظلام. ويضيف المواطن هادي آل حشيش أن القرية تفتقر إلى النظافة، "فنحن لا نرى حاويات النفايات إلا في أماكن قليلة جدا، مما يتسبب في امتلائها بسرعة فتتجمع الحشرات والبعوض عليها، إضافة إلى الرائحة الكريهة التي يتضرر منها أهالي القرية، خصوصا أن سيارات البلدية لا تنتظم في عملية تفريغ الحاويات، فلا نشاهدها إلا عدة أيام، بالإضافة إلى كثرة انتشار البعوض بعد نزول الأمطار، كوننا مطلين على مجرى وادي نجران الذي تكثر به المستنقعات التي تكون مرتعا آمنا للبعوض والحشرات الضارة، وعندما نقدم على الجهات المعنية لرش القرية، يقومون بذلك لمرة واحدة فقط". من جهته، أوضح رئيس مركز الموفجة التابع لإمارة المنطقة علي بن صالح العثمان ل"الوطن" أمس، بأنه جار الرفع بعدة مشاريع خدمية لحي الموفجة، والتواصل مع الجهات المعنية في سبيل تنفيذها ومتابعتها، "وبدورنا نبحث على كل ما من شأنه أن يخدم الحي والمواطن والمقيم من الخدمات البلدية والصحية والتعليمية وغيرها، كما نرحب بكل مقترح فيما يتعلق بالخدمات واحتياجات الأهالي بتوجيه ومتابعة من أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله، الذي وجه بدعم المركز ماديا وبشريا، في سبيل تحقيق تطلعات الأهالي والرفع بصفة مستمرة بتقارير مفصلة، عن مسار الخدمات المقدمة للمواطنين". من جانبه، قال رئيس المجلس البلدي بنجران زيد بن شويل: شكلنا لجاناً لمتابعة الأحياء وحاجاتها من الخدمات البلدية وتم تقسيمها إلى ثلاث فئات حسب الخدمات المقدمة إليها، إذ نتابع الأحياء القديمة والمخططات الجديدة ونعمل على توازن الخدمات بينها تحت شعار "عدالة توزيع الخدمات"، واكتشفنا خلال جولاتنا الميدانية أن هناك دراسات خاطئة لمشاريع درء السيول في الموفجة، التي تنفذها أمانة المنطقة، وجار الآن تصحيح الوضع.