لأنني امرأة .. ولأنني أحمل في داخلي أحلاما كبارا مازلت أسعى إلى تحقيقها كتبت هذه السطور.. لا أدعي الوصول إلى حل ولكنها محاولة لوضع النقاط على الحروف.. تعليمنا إلى أين؟.. بل ما هو حال تعليمنا اليوم؟.. يقال: إن العلم يبني بيوتاً لا عماد لها ... والجهل يهدم بيت العز والشرف. التعليم يتمركز حول ثلاثة محاور "المعلم، والمتعلم، والمنهج"، والمعلم هو أساس العملية التعليمية والتربوية، ووزارة التربية والتعليم هي المحرك الأساسي لتلك المحاور.. لنلق نظرة على حال المعلمين.. فهم يطالبون الوزارة بإعادة هيبتهم تحت شعار "الهيبة الغائبة" وهم من أسقطها.. نعم أنت أيها المعلم من أسقطتها.. هناك من المعلمين من يتحاور مع الطلبة بفوقية ودون أدنى احترام ولا يملك أدنى حدود اللباقة، ناهيك عن بعض الألفاظ البذيئة والسلوكيات الخاطئة.. ولكن بإنصاف وعدل أيضا فإن الوزارة ساهمت في تمرد الطلبة على معلميهم .. كالتعميم الذي ينص على "أن المعلم لا يدافع عن نفسه إلا إذا سقط أرضاً".. هل أصبحت قاعاتنا الدراسية أشبه بحلبات المصارعة؟ بمعنى أوضح أن المعلم إذا صفع لا يحق له أن يدافع عن نفسه في هذه الحالة، ولو دافع عن نفسه فهو مخطئ، ويمكن أن ينقل نقلا تأديبيا أو يفصل أيضاً.. ولكن ألهذه الدرجة وصل الأمر بأبنائنا؟ أين تربيتهم من قبل أسرهم؟ أين احترام المعلم؟.. أين الخوف من الله وهو الأعظم؟ ولكن أرى من وجهة نظري خروج مثل هذه القضايا من دائرة وزاره التربية والتعليم إلى دائرة القضايا الجنائية والمحاكم، فلو أدب شخص واحد بشكل قاطع لتأدب البقية.. لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب.. أو أن تستعين الوزارة بمكاتب متخصصة لحل مثل هذه القضايا تربوياً.. ومع هذا كله تبقى هيبة المعلم ثابتة راسخة متى ما فرضها بنفسه باحترامه وحسن تعامله مع من حوله أياً كان.. ومن زاوية أخرى.. فإن وزارة التربية والتعليم قامت مؤخرا بتغيير شعارها.. وتبعات هذا التغيير تقدر ب41 مليون ريال .. أتساءل: من متخذ قرار تغيير الشعار؟ وما هو السبب في تغييره؟.. تغيير الشعار يصب في مصلحة من؟ .. وما الهدف من تغيير الشعار في هذا الوقت بالذات؟.. وما الذي سيقدمه الشعار الجديد؟.. هل تغيير الشعار سيحل من اكتظاظ الطلبة في الفصول؟ و..و... أليس من الأولى أن نحل مشكلة المباني المستأجرة أولاً؟ أليس من الأولى أن ندرب المعلمين؟.. أليس من الأولى أن توفر معامل وملاعب؟.. أم أن ترتيب الأولويات اختلف؟ نحن بحاجة إلى إعادة النظر في حال تعليمنا.. للتقدم واللحاق بركب الأمم المتقدمة الأخرى ..