في قضيتين، طرفهما المشترك وزارة الشؤون الاجتماعية، سجلت كل من الدمام والمدينة المنورة، تطورا جديدا في ملف الأيتام وذلك بعد أن أجبرت "الاجتماعية" بالأولى عددا منهم دون سن السابعة للانتقال للعيش في دار بمنطقة حائل بدعوى تطبيقها لبرنامج نوعي لصغار السن، فيما شرعت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في الثانية، بتقصي أوضاع 4 آخرين أودعوا في سجن "الأحداث" دون حكم شرعي. يأتي ذلك، فيما فتح مدير دار الحماية الاجتماعية بجدة صالح سرحان النار على "الجمعية الحقوقية" ذاتها، واصفا الملاحظات التي سجلتها على داره ب"الإرهاصات"، نافيا أن تكون الدار قد سجلت إهدارا في استخدام الغرف المخصصة لإيواء المعنفات أو تخصيص وحدة لاختبار النزيلة قبل تسكينها. بينما لا تزال تتواصل ردود الفعل المرافقة لإعفاء وزارة الشؤون الاجتماعية لمدير دار الأيتام بطيبة من منصبه على خلفية عدد من التجاوزات، آخرها ما وقفت عليه جمعية حقوق الإنسان أمس في سجن الأحداث عبر تفقدها أوضاع 4 منهم، في وقت برر وكيلها للرعاية الاجتماعية الدكتور عبدالله اليوسف ترحيل أيتام الدمام إلى حائل لنموذجية الدار في الأخيرة وتكامل البرامج المقدمة فيها.
أجبرت وزارة الشؤون الاجتماعية عددا من الأيتام دون سن السابعة، قاطنين في دار التربية الاجتماعية بالدمام على الانتقال إلى حائل للسكن في مبنى جديد تبرع به رجل أعمال، ويأتي ذلك بعد ما رفض عدد منهم الانتقال إلى حائل، متمسكين بقرار البقاء في الدمام. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة، أن وزارة الشؤون الاجتماعية اضطرت إلى نقل الأيتام من مختلف مناطق المملكة، للسكن في حائل، بعدما قدم رجل الأعمال الدكتور ناصر الرشيد تبرعا بمبنى لصالح الوزارة، يتكون من ثلاثة أدوار مزودة بعشرات الأجنحة الفاخرة، والفلل الملحقة، وناديين أحدهما رياضي والآخر ثقافي، إذ تبين للوزارة أن عدد الأيتام في حائل قليل، ما حداها إلى جمع الأيتام من مختلف المناطق. وبينت المصادر أن الوزارة أخضعت الأيتام دون سن السابعة، الذين يقطنون في دار التربية الاجتماعية بالدمام إلى برنامج لتهيئة نفسية بقيادة فريق من أخصائيي الدار بجانب فريق متابعة من الإشراف الاجتماعي يتولى تأهيل الأيتام للنقل إلى مكان جديد، وهو ما اعتبرته المصادر الذي يعمل في الدار تصرفا غير مقبولا، ويجبر الأيتام على تغيير بيئتهم التي اعتادوها، وتأقلموا على العيش فيها، مشيرة إلى أن عددا من الأطفال الأيتام لم يجتاز بعد برنامج التأهيل نتيجة رفضه الانتقال إلى مكان جديد، ما اضطر المشرفين إلى تكثيف برامج التهيئة النفسية. وأضافت المصادر أن عدد الأيتام بالدمام القاطنين بالدار يقارب 22 طفلا وطفلة سيتم نقل من هم دون السابعة إلى حائل، أما من هم أكبر من ذلك، فإن أسرا حاضنة للأيتام بالمنطقة الشرقية ستتولى رعايتهم، مضيفة أنه سيتم إغلاق دار الأيتام بالدمام، وسيتم توزيع الموظفين على الفروع التابعة للوزارة. من جانبه، قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية الاجتماعية الدكتور عبدالله اليوسف في ل"الوطن" أمس إن الوزارة تهدف إلى تنفيذ برنامج نوعي على الأيتام في الدارالجديدة بحائل بسن صغيرة، وذلك في نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لهم، كون الدار تعد الأولى من نوعها في المملكة من حيث النموذجية، والتكاملية، والطاقة الاستيعابية، بجانب الإمكانات المجهزة، التي توفر لليتيم كافة الاحتياجات، وبأرقى المستويات، وذلك عبر استقطاب مجموعة من أيتام المملكة في مختلف المناطق في سن متقاربة، بعد تنفيذ برنامج تهيئة لهم للانتقال إلى المنطقة الشمالية. وأضاف أن الدار يقيم بها حاليا من 40-50 طفلا، وتسعى الوزارة تناسبا مع الطاقة الاستيعابية للدار أن يصل العدد إلى 150 طفلا يتشاركون في اهتماماتهم انطلاقا من تقارب أعمارهم. وأوضح الدكتور اليوسف أن الوزارة تهدف إلى تقديم برامج نموذجية للأيتام، تضمن من خلالها الجودة والنوعية في الخدمات المقدمة، ما يؤثر بشكل إيجابي على الأيتام، ويكفل لهم بيئة خصبة للتعلم، والرعاية الصحية، والاجتماعية، بجانب البرامج الترفيهية، والثقافية النوعية والمميزة، مشيرا إلى أن الوزارة ستفتتح قريبا دارا للأيتام في محافظة جدة.