في حين يقصدها الكثيرون لطلب الاستشفاء من بعض الأمراض، إلا أنها قد تنقلها إليهم بطريقة غير مباشرة بفعل انعدام النظافة، وانتشار البعوض والحشرات في بيئتها المحيطة، العين الحارة في مركز أحد ثربان التابع لمحافظة المجاردة بعسير، تشهد على الدوام إقبالا من أهالي منطقة عسير وخارجها، طمعا في علاج بعض الأمراض الجلدية، وسط انتقادات بعض مرتاديها من تدني مستوى النظافة والاهتمام بها. وفي رصد ميداني ل"الوطن"، لوحظ في الموقع الذي يبعد قرابة 60 كلم من محافظة المجاردة، لافتة متهالكة توضح موقع العين، وبمجرد الاقتراب منها، كان انتشار النفايات، وذرات الغبار المتطايرة، والروائح الكريهة، تسود الموقف، وسط تأكيد المواطن محمد الشهراني "قادم من محافظة خميس مشيط" أن العين الحارة تعاني من الإهمال سواء في الطرق الوصلة المؤدية إلى الموقع، والتي يزيد طولها على 3 كم، أو في وضعها القائم إذ لا يوجد بها سوى بعض "هناقر" الصفيح المتهالكة كدورات مياه، وذات رائحة منفرة يستحيل أن تدخلها النساء لسوء النظافة بها، والبدائية التي تعاني منها فلا يوجد بها مراحيض ولا ماء، ولا أبوب، مما دفع البعض لاسيما من الرجال إلى الاستحمام في الهواء الطلق في صورة مقززة، في حين يتعذر على النساء الاستفادة من العين في ظل وضعها الحالي. ويشير الشهراني إلى أن بعضا من مرتادي العين، رفضوا السماح له وعائلته بالاستفادة من مياه العين بطريقة تضمن له الخصوصية، مما اضطره إلى المغادرة. أما المواطن خالد أحمد "قادم من مكةالمكرمة" فيقول إنه سمع عن العين وفوائدها، ولكنه صدم بإلقاء نظرته الأولى على الموقع بسبب إزعاج المرتادين، وتدني مستوى النظافة، وانتشار الذباب والحشرات، وعدم وجود دورات مياه نظيفة، منتقدا غياب الجهات المعنية عن تقديم خدمات جيدة في الموقع، مؤكدا أن ذلك لن يكلف الكثير. وأشار أحمد إلى أن ترسب المياه وركودها في بعض المواقع، وعدم تصريفها، أسهم في تحويلها إلى مستنقعات خطرة قد تجلب الأمراض للناس، مناشدا المسؤولين في محافظة المجاردة إلى تطوير الموقع بشكل عاجل. واعتبر عضو المجلس البلدي، رئيس اللجنة الإعلامية في المجاردة محمد محمد قاسم أن المجلس أقر في جلسته التي عقدت مطلع الشهر الجاري، آلية لتطوير العين الحارة، تشمل سفلتة الطريق المؤدي إليها، وتحسينه وتطويره، وإيصال التيار الكهربائي وبناء استراحات ودورات مياه وطرحة للاستثمار. من جهته، أكد رئيس مركز أحد ثربان علي بن حمود النايف، أن موضوع العين الحارة يعتبر من المواضيع الشائكة والتي يسعى بكل جهده من أجل استثمار هذا الموقع بالتنسيق مع بلدية المجاردة، لافتا إلى أن هناك عددا من المخاطبات الرامية إلى إيصال التيار الكهربائي إلى الموقع، وقد بلغت مراحل متقدمة، نافيا وجود أي تنسيق أو مخاطبات مع هيئة السياحة بخصوص تسليم الموقع. وتشير المعلومات إلى أن العين الحارة الواقعة في مركز أحد ثربان، عبارة عن عين كبريتية حارة تبلغ درجة حرارتها 54 درجة مئوية تقريبا، وقد أخضعت مياهها للتحاليل من قبل المراكز العلمية والطبية المتخصصة، حيث أثبتت النتائج أنها تحتوي على معادن أهمها الكالسيوم والماغنسيوم والكلورايد والكبريتات وللاستحمام بها فوائد عديدة، فهي تسهم في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية والإكزيما والهرش والجرب وبعض الأمراض الجلدية غير المعروفة، في حين تشهد توافد العديد من مواطني المملكة وخارجها طلبا للاستشفاء.