أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الهيئة تواصل عملها طوال العام وأنه ليس لديها أي استعدادات خاصة لاحتفال البعض برأس السنة الميلادية، وأنها لم ترصد أي مظاهر احتفالية تخص تلك المناسبة، مشيراً إلى أن المنكر الظاهر هو مهمة الهيئة وليس دخول البيوت وتفتيشها والنبش عما فيها. وفي نفس السياق أشار المستشار في وزارة العدل الشيخ الدكتور ناصر الداود أنه لا مانع من إظهار غير المسلمين العرب لاحتفالاتهم طالما ليس بها ما نهى الله عنه من أمور شركية أو مخلة بالآداب العامة أو بالنظام العام للدولة. ونفى الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن يكون لدى الهيئة استعدادات معينة لمراقبة احتفال البعض برأس السنة، مؤكداً عدم رصد أي مظاهر لاحتفالات أو أعياد في المجتمع السعودي بخلاف ما جاء به دين الإسلام. وأوضح آل الشيخ في تصريح إلى "الوطن" أنه ليس لدى الهيئة أي احترازات لأيام مخصصة في السنة بعينها، بل إنها تعمل على مدار السنة واليوم، مشيراً إلى أن المجتمع السعودي مجتمع مسلم متدين ومحافظ وليس لديه أعياد أو احتفالات سوى ما جاء به دين الإسلام. وقال "إن الهيئة لم تشاهد ولم ترصد أي مظاهر للاحتفالات والأعياد التي تخالف ديننا ومعتقدنا حتى تكون الهيئة قد تعاملت معها". وأضاف آل الشيخ أن دور الهيئة يقتصر على المنكر الظاهر المعلن والواضح وتتعامل معه وفق منهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ووفق تعليمات وتوجيهات قيادة هذا البلد التي لم تأل جهداً في خدمة الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن مهمة الهيئة ليست الدخول في البيوت وتفتيشها والنبش عما فيها. وفي نفس السياق ذكر الشيخ الدكتور ناصر الداود أن لكل أمة من الأمم أعياداً يتخذونها ويظهرون فيها سرورهم وأفراحهم، منها ما هو مشروع في أصل دياناتهم وما هو من وضع زعمائهم ورهبانهم فاعتادوه وتعارفوا عليه. وروى الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان من جواري الأنصار في أيام منى تدففان وتضربان وتغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر والنبي صلى الله عليه وسلم متغشٍ بثوبه فانتهرهما، وقال: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال: دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا" الحديث. وأضاف الداود في تصريح إلى "الوطن" أنه لا يحجر على أهل الديانات الاحتفال بما اعتادوا عليه، أو زعموا أنه من شعائر أديانهم، ومنه ما اعتاده النصارى العرب من الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، فلا يمنعوا منه ما داموا قد اعتادوه، ولا يضيق عليهم في ما تعارفوا عليه. وعن إظهار تلك الاحتفالات في بلاد المسلمين وإشهارها فيما بينهم قال: فما كان منها خالياً مما نهى الله عنه من أمور شركية أو مخلة بالآداب العامة أو بالنظام العام للدولة فالأمر فيه وسع. وأضاف الداوود أن للنصارى العرب حق المواطنة، والمشاركة في الانتماء إلى البلاد التي نعيش فيها وإياهم، إضافة لحق الرحم التي جعلت من العرب أبناء عمومة لأهل الكتاب حيث يجمعهم ببعضهم أبوهم إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وحق الصهر مرتين الأول حين نكح الخليل هاجر، فأنجبت إسماعيل عليه السلام، والثاني تسرَّى نبينا الكريم بمارية القبطية رضي الله عنها، فأولدها ابنه الثالث إبراهيم. والديانة النصرانية مستمدة في أصلها من الوحي الإلهي، ولأهلها في الإسلام من الأحكام ما ليس لغيرهم من المشركين، ولذلك فلهم علينا من الحقوق تهنئتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحهم، كما شرع لنا صلتهم، وعيادة مرضاهم، وقبول دعوتهم.