قبل 68 يوما، غرد نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير الراحل تركي بن سلطان بن عبد العزيز عبر حسابه الشخصي في تويتر قائلا "الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء" وفجر أمس انتقل إلى رحمة الله عن عمر يناهز 53 عاماً وسيصلى عليه بعد صلاة عصر اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض وفقا لبيان صدر من الديوان الملكي. تقلد الأمير الراحل العديد من المناصب الإدارية بوزارة الثقافة والإعلام التي بدأ العمل فيها عام 1982 مشرفاً على إدارة الصحافة في وكالة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام بالمرتبة الثامنة وتدرج إلى أن وصل إلى منصب وكيل الوزارة التي ساهم من خلاله في تطوير العديد من الأجهزة الإدارية والفنية يأتي في مقدمتها التلفزيون السعودي وعلى وجه التحديد القنوات الرياضية. أكسب سموه العاملين في وزارة الإعلام قبل تحولها إلى وزارة الثقافة والإعلام، العديد من الخصائص الإدارية واستفاد من تجارب وخبرات الذين سبقوه في المجال الإعلامي والإداري حتى أصبح إداريا محنكا أشعر الجميع أنهم في مركب واحد دون استثناء. وأبرز ذلك وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية المتحدث الرسمي بوزارة الثقافة والإعلام عبد الرحمن الهزاع في تغريدة له قال فيها "الأمير تركي رحمه الله كان يتعامل معنا في الوزارة بحرفية وله توجيهات وآراء صبت في مصلحة العمل، ولم أعرف عنه التعصب لرأيه، بل كان يسمع للكل، تشرفت بالعمل معه سنوات طويلة كان فيها نعم الموجه والشريك في عملنا". ومن خصائصه الإدارية كان (يرحمه الله) يستمع للجميع، فبخلاف فتح باب مكتبه أمام الكل، كان هاتفه أيضا متاحا أمام كل فئات المجتمع وللمجتمعين الإعلامي والرياضي على وجه الخوصو، وهذا ما أكده مدير عام قنوات "لاين سبورت" تركي الخليوي بقوله "الأمير تركي بن سلطان لايغلق هاتفه أبدا ويرد على كل اتصال.. يعطي المتصل حقه في الحديث بإسهاب ويحاوره بشفافية مطلقة، كان واقعيا، رحمه الله". ظل الأمير الراحل يتابع كل ما يتعلق بنقل مباريات دوري زين عبر القنوات الرياضية السعودية الست، وعن ذلك يقول رئيس مجلس شركة rbm متعهد نقل الدوري السعودي أحمد المقيرن "لقد زاملت الأمير تركي بن سلطان منذ أن كنا طلابا في معهد العاصمة النموذجي، وكانت شخصيته تميل للبساطة الشديدة.. لغته مفهومة وكلماته هادئة، وزادت لغة التواصل بيننا عقب تعهد rbm بنقل مباريات الدوري". وأضاف "منذ رمضان الماضي والأمير تركي بن سلطان على تواصل مستمر بشأن التجهيز لنقل الدوري رغم تواجده في المستشفى الأميركي بفرنسا أثناء مرافقته والدته (يرحمها الله) في رحلتها العلاجية، إذ كان يمدنا ببعض المعلومات لوحدات النقل وأحدث آليات وعلوم التقنية الموجودة في أوروبا للاستفادة منها في الدوري السعودي". وتابع "الأمير تركي أبدى ارتياحه للنقل التلفزيوني وكان يضع إمكانات وزارة الثقافة والإعلام تحت تصرف الشركة الناقلة في حال تعطل أي جهاز واستعصى توفره في حينه، كما كان ينادي خلال ملاحظاته بالعدل بين الجميع، وتحديدا في إظهار لقطات رؤساء الأندية ومقاعد الاحتياط والجماهير الحاضرة وفي إعادة اللقطات في فترات معينة خلال مجريات المباراة". من جانبه كشف المستشار الحالي بوزارة الثقافة والإعلام المدير السابق للقناة الرياضية السعودية عبد الله المقحم جزءا من السياسة الإدارية للأمير تركي بن سلطان وكيفية تعامله مع أخطاء الموظفين داخل الوزارة. وقال "كان يطالب مديري الإدارة والأقسام بعدم الحسم من راتب أي موظف يقع في خطأ، كما يحرص على عدم مس رواتب الموظفين مهما كان حجم الخطأ، في المقابل ظل يطالب المديرين بمعالجة الأخطاء بحكمة وترو". وبين المقحم أن الأمير تركي بن سلطان لعب دورا كبيرا في حصول التلفزيون السعودي على نقل مباريات الدوري المحلي دون تشفير وجعله متاحا أمام الجماهير دون مقابل.