أكد الإعلامي هاشم جدعان أن الكتابة هي ثقافة النخبة، بينما الصورة هي ثقافة الجماهير، وأن هنالك أفرادا كثيرين في المجتمع كانوا محرومين من القراءة بسبب الأمية أو عدم حب القراءة، وبذلك كانت الثقافة فقط للنخبة في المجتمع، وقال "أما الآن في عصر الصورة فإن كل الجماهير تتناقل الصورة، فالجتمع الذي ينتج صورا متقنة يفرض على المجتمعات الأخرى ثقافته الشعبية المكتسبة". جاء ذلك في محاضرة ألقاها أخيرا في أحدية نادي أدبي تبوك بعنوان "الصورة ودورها في تشكيل الثقافة"، متناولاً فيها العديد من المحاور التي تسلط الضوء على ثقافة الصورة وخطورتها. وتحدث عن مراحل الصيغ التعبيرية باعتبار الصورة هي آخر مراحل الصيغ التعبيرية للبشر، فكانت الأولى المشافهة ثم التدوين وبعدها الكتابة، وقال "نحن نعيش حاليا في عصر الصورة بكل أنواعها المتحركة والثابتة التي ينتجها العالم الغربي، وأما نحن العرب والمسلمين فما زلنا نتلقى الصورة وما تحمله من ثقافات لا تخصنا". وتساءل جدعان بقوله: كيف ننتج صورة محترفة من صميم ثقافتنا وديننا؛ لنقاوم الصورة المستوردة؟ مردفا أن صناعة الصورة في عصرنا الحاضر خطيرة ومربحة، مؤكدا أننا ما زلنا نستورد البرامج التلفزيونية الجاهزة من دول أخرى، وأن قيمة صادرات بريطانيا من المواد الثقافية في عام 1991م بلغت قيمتها 25 مليار دولار، وجاءت في المرتبة الثانية في الدخل القومي بعد السياحة، وأما المواد الثقافية الأميركية في نفس العام فكانت بقيمة 60 مليار دولار. وذكر في معرض حديثه أن للصورة المستوردة أو المصنوعة بمواصفات أجنبية تأثيرات اجتماعية وسياسية كبيرة، وكذلك نفسية وتربوية واقتصادية، فالدعاية والإعلان من شأنهما تغيير سلوك المستهلك وزرع قيم جديدة وغريبة عن مجتمعنا من خلال الإعلانات التلفزيونية.