أمسك شاب بمظلة شمسية، وراح يظلل بها كبار السن السائرين في الطريق، ليقيهم أشعة الشمس. هذا هو العمل التطوعي الذي أُجبر عليه الشاب بموجب حكم أصدره قاضٍ بحقه، ليخدم مجتمعه نظير ذنب اقترفه. تلك الصورة مضى عليها زمن، لكنها ما زالت عالقة هي وخطبة جمعة في المسجد الحرام في ذاكرة الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي آل سعود، المعروفة بنشاطها التطوعي المكثف في مجتمع المنطقة الشرقية لتوجهاها نحو خدمة المجتمع تطوعياً. هذا ما قالته الأميرة الشابة في حديث لها ضمن لقاء جمعها ب 45 فتاة، أمس في مقهى "أوتوكاشي" بمجمع قرية القصيبي بالخبر. اللقاء نظمته فرقة "نبي نتغير" التطوعية في المنطقة الشرقية، والتي تحرص على استضافة شخصية ناجحة لتتحدث عن نفسها أسبوعياً. قصة الأميرة غادة اختلطت برائحة قهوة الصباح وابتسامات الحاضرات، وفيها طالبت الأميرة غادة باستحداث مظلة موحدة تعنى بفرق الأعمال التطوعية وعدم الاعتماد على الجمعيات الخيرية للأفراد. كما طالبت باعتماد عدد ساعات العمل التطوعي في الدراسة الجامعية، واحتساب الشهادات التطوعية في التقديم الوظيفي، أو المستوى الدراسي في الجامعة. كما دعت إلى ترويج الثقافة التطوعية في المناهج المدرسية والأنشطة ال "لا فصلية". وقالت الأميرة غادة إن كونها أميرة لا يجعلها لا تواجه المشكلات في عملها التطوعي، وإنما إصرارها جعلها تتخطى تلك العقبات، وكثير ممن عاشوا معها تلك التجربة يعرفون ذلك. وأشارت الأميرة غادة إلى أن عدد الفتيات في الأعمال التطوعية في المنطقة الشرقية والرياض يفوق عدد البنين، لكنها ترى أن الشباب أكثر جدية من الفتيات، مرجعة الأسباب إلى تربية الرجال في مجتمعنا على تحمل المسؤولية والالتزام، مبينة أن معوقات العمل التطوعي تكون بسبب عدم وجود إصرار من المتطوعين أو لأسباب خارجية. ودعت الفتيات إلى ممارسة العمل التطوعي بطرقه ومجالاته المختلفة لما له من فوائد اجتماعية تعود على الجميع. وأشارت إلى ضرورة صقل الشخصية وتنميتها، واكتشاف المهارات الذاتية إلى جانب فوائد عملية كاستحقاق المتطوع بعد مضي سنة من عمله التطوعي للترشيح لعضوية رئاسة مجلس إدارة المؤسسة التي يعمل بها بالإضافة إلى حق التصويت. وشددت الأميرة غادة على نجاح الأعمال التطوعية حينما تجتمع الفكرة الجاذبة غير المستهلكة والعمل المنظم التابع لجهة موحدة، والتزام أعضاء الفرق التطوعي، داعية إلى التوسع في مجالات التطوع واستحداث أعمال تطوعية جديدة. وعن وعي المجتمع بالعمل التطوعي أفادت الأميرة غادة أن الكوارث الطبيعية التي مرت بها المملكة خاصة كارثتي جدة والرياض أحدثت نقلة ثقافية، وغيرت نظرة المجتمع تجاه الفرق التطوعية والعمل التطوعي بشكل عام لما قدمته تلك الفرق من خدمات اجتماعية أثناء الكوارث. من جهتها أكدت مشرفة فطور الناجحات التطوعي أمل التريكي، أن الإقبال كان كبيرا رغم أن الطريقتين اللتين تمت الدعوة بهما هما "فيس بوك وبلاك بيري" مشيرة إلى حضور جميع الفئات العمرية ومختلف التخصصات من طبيبات وطالبات وقائدات وعضوات من فرق تطوعية مختلفة.