أكد أول سفير للائتلاف الوطني السوري في باريس، منذر ماخوص، في حوار مع "الوطن"، أن أفرادا في النظام السوري يملكون أرصدة في الخارج، تتجاوز قيمتها أرصدة الدولة، كاشفا أن قطر جمدت 900 مليون دولار للنظام السوري، وأركانه. وعن الخطوات المستقبلية بعد اجتماع أصدقاء سورية في مراكش، قال ماخوص: إن الخطوة المستقبلية هي الإعلان عن حكومة موقتة، بعد تأمين قاعدة أمنية، تمكنها من حكم سورية من المناطق المحررة. يرى أول سفير للائتلاف الوطني السوري، باعتباره مُمثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، الاعتراف بالائتلاف من قبل قوى المجتمع الدولي حاجةً ضروريةً ماسّة، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في مواجهة النظام السوري. وقال سفير الائتلاف منذر ماخوص في باريس، الذي التقته "الوطن" على هامش مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في نسخته الرابعة، في مراكش، إن أموالاً مُجمدة للنظام الأسدي في دول بالخارج، سيتم الإفراج عنها في حين تمكنت المعارضة من خلق قاعدةٍ أو "أرضيةٍ خصبة" للاعتراف بالائتلاف، من بينها الإمارات، وقطر التي تملك وحدها أكثر من 900 مليون دولار أموال مُجمدةٍ للنظام السوري وأركانه. وأرجع ماخوص في حديثه الإعلان عن حكومةٍ مؤقتةٍ سوريةٍ لحين نهاية التداول والمشاورات. وقال إنه "من الضروري أن تُدار البلاد من الداخل، ومن الضروري أيضاً تأمين قاعدةٍ أمنية لتتمكن من إدارة البلاد من المناطق المُحررة بالكامل، في الشمال السوري". وأعلن السفير لدى باريس قبول المعارضة السورية بأي نقاشٍ سياسي ومع أي طرفٍ دولي كان، شريطة استيعاب رغبة المعارضة، التي ترتكز حول رحيل الأسد بأركان نظامه العسكري والأمني، في إطار أي مبادرةٍ قد تُطرح من هنا أو من هناك. ما خطوتكم المقبلة بعد اجتماع مراكش الخاص بأصدقاء سورية؟ سنتجه حالياً إلى العمل مع المجتمع الدولي والإقليمي من أجل الحصول على اعتراف دول لم تعترف بنا حتى الآن. كما هو واضح أن هناك عددا متزايدا من الدول التي اعترفت بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، كما حدث في مراكش المغربية، لكن يبدو أن بعض الدول لا تزال "مترددة". سنعمل في هذا المجال، وهذا مفتاح مهم بالنسبة لنا لاعتبارات أخرى، منها أنه إذا تم اعتراف المزيد من الدول في المجتمع الدولي بنا فسيسمح لنا ذلك بالحصول على مزيد من المساعدات والتبرعات لإيصالها للداخل السوري. هذا يعني، إن جاز التعبير، أن نجاحكم مرهون بالاعتراف الدولي.. أليس كذلك؟ صحيح.. الاعتراف سوف يسمح لنا بالحصول على كثير من التبرعات، وخاصةً فيما يتعلق بالحصول على أرضية قانونية للمطالبة بالأموال المجمدة لصالح الدولة السورية. الأموال المهدورة تستطيع تقدير تلك الأموال؟ لا أخفيك القول إن الأموال المجمدة لبعض أفراد النظام قد تتجاوز أرصدة الدولة كدولة، هناك مليارات من الدولارات ستساعدنا على إنجاز القسم الكبير من الاحتياجات الإنسانية في الداخل كالماء والأدوية والصحة وكل شيء يتعلق بالإدارة المحلية. ومن الممكن استخدامها أيضاً من جانبٍ آخر لشراء الأسلحة؟ بالتأكيد.. هناك إمكانية استخدام تلك الأموال لشراء أسلحة للجيش الحر بعد أن شُكلت له قيادة موحدة للتخطيط والتنفيذ، وتتحكم بالوضع، إذن نحن بحاجة للاعتراف لإنجاز خططنا. تبدون هذه المرة أكثر تنظيماً في المعارضة؟ هذه خطوط عريضة نريد العمل بها بعد الاعتراف الدولي بنا قانونياً. كيف ستحصلون على هذه الأموال؟ قلت إذا كان لدينا وضع دولي قانوني واعترف مزيد من الدول بالائتلاف الوطني السوري بشكلٍ شرعي كممثل للشعب السوري تصبح هنا العملية حقوقية بحتة. نطالب الدول التي تملك أرصدة مجمدة للنظام السوري أن تفرج عنها لصالح السلطة الجديدة في سورية. توزع الأموال ماهي الدول التي بحوزتها أموال مجمدة؟ هناك عدد كبير من الدول الأوروبية. وهناك دول عربية وخليجية. خليجية.. ما هي تلك الدول؟ في الإمارات هناك أموال مجمدة. في قطر هناك 900 مليون دولار مجمدة. وقد وعدتنا قطر بالإفراج عنها لصالح المعارضة السورية بمجرد تحسن القاعدة الدولية والاعتراف بنا كممثل شرعي للشعب السوري. هذا على سبيل المثال لا الحصر. هذا يعني أن هناك أيضاً دولاً أخرى؟ هناك دول آسيوية، وروسيا، لكن روسيا لا أستطيع الحديث عنها، على اعتبار أن موسكو لا تزال تأخذ موقع المحامي وتقوم بحماية النظام الأسدي القمعي. موسكو على موقفها الواضح أن روسيا لا تزال مُتمسكةً بالأسد؟ حتى الآن لا تزال موسكو مصممة على المواقف السابقة. وقبل أن يحدث شكل من أشكال التغيير في الموقف السياسي الروسي المتعلق بالدفاع عن النظام السوري ودعمه بالمطلق، لن تكون هناك أي إمكانية للحديث عن تغيير في الموقف الروسي. هناك ضرورة لكي تقبل موسكو بالاعتراف بالائتلاف الوطني السوري على الأقل. وسوف تضطر إلى الاعتراف بالمعارضة السورية. المعارضة التي تنتمون لها وليس المعارضة التي صنعها بشار الأسد؟ نحن نتحدث عن المعارضة الممثلة بالائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة، التي أتحدث عن الاعتراف بها. هي اليوم الجهة الوحيدة المخولة التي تمثل الأغلبية العظمى للمعارضة السورية بما في ذلك المجلس الوطني الذي يُشكل الجزء الأكبر من الائتلاف. عندما أقول معارضة هذا ما أقصده. لا تقصد هيئة التنسيق الوطنية وهيثم مناع الذي يوصف أنه صنيعة بشار الأسد؟ لا. هي بعيدة كل البعد. هي لا تزال تفكر بالحوار مع الأسد ونظامه. ونحن عزمنا أمرنا على رحيل الأسد دون أدنى نقاش أو مساومة. لا حوار بوجود الأسد كيف برأيك سيقتنع الروس؟ اليوم تراهن موسكو على حل سياسي في إطار ورقة أو مبادرة واتفاقية جنيف. ربما سيُزاد على الخطة بند خاص برحيل الأسد؟ هو الأساس في هذا الموضوع. ولن يتم الحديث عن أي شكل من أشكال الحل السياسي مع المعارضة السياسية قبل أن يتم الاتفاق، في إطار جنيف أو غير ذلك، على أن يكون نظام بشار الأسد وكل أركانه الأمنية والعسكرية خارج أي عملية سياسية. تنحٍ كامل لبشار وأركان نظامه برُمته ومن ثم يمكن أن نفكر بحل سياسي بأفق وجود هيئة مشتركة من المعارضة وبعض رموز النظام التي لم تتلطخ أيديها بالدماء السورية للنقاش حول آلية نقل السلطة الحالية إلى المعارضة التي سوف تكون ممثلة بحكومة انتقالية يتم الحديث حولها وسترى النور قريباً. حكومة الثورة متى سيتم الإعلان عن هذه الحكومة التي كثر الحديث عنها؟ ليس لدي تاريخ محدد، لكن ربما خلال أسابيع. ومن أبرز الأسماء المطروحة على الطاولة لرئاستها والمشاركة فيها؟ لا أريد الحديث عن أسماء لو سمحت لي. لدينا قرار بالائتلاف ألا نتحدث عن الأسماء، لأنني عندما أسمي شخصا أخشى أن يكون ذلك تأييداً. هناك ترشيحات ومن ثم تتم دراستها والاتفاق على شخصية واحدة. سوف نترك هذا الأمر لحينه. سفراء في دول القرار قلت لي قبل قليل إن هناك إمكانية للبحث مع الأطراف الدولية حول اتفاقية بشكلٍ أو بآخر لإخراج البلاد من الأزمة.. ماذا قصدت بذلك؟ هناك مباحثات بين الروس والأميركيين حول موضوع اتفاقية جنيف. وهذا لا يعني أن هناك اتفاقا، كون موسكو تعتبر أن النظام جزء من العملية، بينما الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي مقتنعان بعدم الدخول بأي حوار في ظل وجود أركان النظام الأسدي. لكنكم تحتاجون، سيد ماخوص، من جانبٍ اعترافاً من نوعٍ آخر عبر تعيين سفراء لكم في دولٍ عدة، ليُجسد ذلك دعماً للمعارضة من جانب، وقطع الطريق سياسياً على النظام الأسدي؟ نعم سوف يتم تعيين سفراء على الأقل في هذه المرحلة بالدول المهمة. لك أن تتخيل أن إمكاناتنا متواضعة نوعاً ما. لا نستطيع أن نفتح سفارات لنا في جميع دول العالم في خطوةٍ أولى، لكن في نهاية المطاف إذا حصلنا على الأموال المجمدة سيتم فتح سفارات في الدول الأكثر أهميةً وتأثيراً في السياسة الدولية وفي مساعدة الشعب السوري. هذه عملية متدرجة ستتم بشكل متصاعد حسب أولويات محددة. ماذا عن دول الخليج.. هل سيشهد بعضها تعيين سفراء للائتلاف؟ بالتأكيد، بالتأكيد.. دول كالسعودية أو قطر هي من أوائل الدول التي من المفترض أن يتم فتح سفارات لنا على أراضيها. تحدثتم مع السعوديين في هذا الشأن؟ نعم هناك بعض الحديث. وباعتقادي أن السعودية وقطر على الأقل وبعض الدول الأخرى ترغب في أن يقوم الائتلاف بتعيين سفراء لديها. ربما سيكون هذا الأمر في إطار حكومة مؤقتة سيتم تشكيلها قريباً.. حكومة انتقالية أقصد. الحكومة التي ستحكم من الداخل السوري وليس من الخارج؟ من حيث المبدأ يجب أن تكون من الداخل إذا تم تأمين الاعتبارات الأمنية اللازمة لها لكي تعمل بحرية وبشكل ألا يكون للنظام السوري القدرة والإمكانية على تدميرها. من العبث أن تحكم سورية حكومة من الداخل ولا يتم تأمينها بشكلٍ كامل. ومن حيث المبدأ يجب أن تتم إدارة البلاد أو حكم سورية انطلاقاً من المناطق المُحررة. كالشمال على سبيل المثال.