آثر الرئيس الأميركي باراك أوباما الانسحاب مع معركته السياسية المقبلة مع الكونجرس حول اختيار وزير الخارجية الجديد بعد أن طلبت الوزيرة الحالية هيلاري كلينتون من البيت الأبيض البحث عن بديل لاعتزامها التقاعد. وكان أوباما أشار إلى سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة سوزان رايس مرشحة في "قائمة قصيرة" من الأسماء المحتملة. إلا أن أوباما كان قد قرر بالفعل اختيار رايس مما دفع إلى تحديد موعد لجلسة تعقدها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل لبحث الاختيار. وأعلنت رايس في خطاب نشره البيت الأبيض وجهته إلى الرئيس رغبتها في سحب ترشيحها بدعوى أن عملية إقرار الترشيح ستكون طويلة ومكلفة سياسيا فيما يتصل بقضايا الأمن القومي. وأعلن أوباما أنه اخذ علما بهذا القرار لكنه ندد بالهجمات "الظالمة" عليها مؤكدا أنها ستبقى على رأس البعثة الأميركية بالأمم المتحدة، المنصب الذي تشغله منذ 2009. وأوضح أنه تحدث مع رايس الخميس و"قبل قرارها بعدم الترشح لمنصب وزيرة الخارجية"، مشيدا بأدائها وأنها "على قدر استثنائي من الكفاءة والوطنية والشغف بعملها". وكان الجمهوريون بالكونجرس شنوا حملة عنيفة ضد رايس بسبب تصريحاتها في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي وأودى بحياة السفير كريس ستيفنز وثلاثة من حراسه في 11 سبتمبر الماضي. وقاد الهجوم السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي جراهام اللذان اتهما رايس بمحاولة تضليل الأميركيين بوصف الهجوم بأنه عمل تلقائي حدث كردة فعل على فيلم مسيئ للإسلام بث بالولاياتالمتحدة قبل الهجوم بأيام. إلا أن العضوين وسعا من دائرة الهجوم ليشمل الإدارة بمجملها فيما بقيت رايس في مركز تلك الدائرة. وعلقت كلينتون على المسألة بأن "رايس كانت شريكا لا غنى عنه خلال السنوات الأربع الأخيرة، عملنا معا بشكل وثيق". وأضافت أن "سوزان عملت بلا هوادة من أجل مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية والأمم المتحدة، سعيا لنشر قيمنا وترقية مصالح أمتنا. لدي الثقة بأنها ستواصل تمثيل الولاياتالمتحدة بقوة ومهارة". وتقول تقارير متعددة إن لدى ماكين وجراهام معلومات تدين التسلسل الإداري لمسؤولي الأمن القومي وصولا إلى الرئيس نفسه وأنهما يعتزمان مواصلة التحقيق على أي حال. وكان مدير المخابرات المركزية الجنرال ديفيد بيتريوس استقال عقب الهجوم في خطوة فسرت على أنها تتصل بما حدث في بنغازي. إلا أن بيتريوس نفى ذلك وأقر بأن استقالته ترجع إلى أسباب ذات صلة بسلوكه الشخصي. ووجه مئة نائب جمهوري رسالة إلى أوباما يطلبون منه عدم تعيين رايس معتبرين أنها "في قضية بنغازي ضللت الأميركيين سواء عمدا أو بسبب عدم الكفاءة". وأبلغ عدد من أبرز الوزراء بإدارة أوباما رغبتهم في مغادرة مناصبهم في الولاية الرئاسية الثانية التي تبدأ في 20 يناير المقبل، بينهم وزير الخزانة تيموثي جايتنر ووزير الدفاع ليون بانيتا، فضلا عن كلينتون. وانسحاب رايس يفتح المجال لتعيين المرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون كيري الذي يرأس حاليا لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ. كما أفاد مصدر بالإدارة الأميركية أن السناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل هو أحد المرشحين لخلافة ليون بانيتا على رأس وزارة الدفاع (البنتاجون). وهاغل (66 عاما) يشغل حاليا منصب رئيس مجلس الاستخبارات التابع للبيت الأبيض. وهو أيضا من قدامى المحاربين في فيتنام ويحمل اوسمة عسكرية رفيعة عدة.