قال رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي بن برنانكي أول من أمس، إن الأزمة المعروفة باسم "حافة الهاوية المالية"، التي تقترب بشدة، بدأت تؤثر بالفعل سلبا على الاقتصاد الأميركي، وحذر من أن مجلس الاحتياط لن يستطيع احتواء تداعيات الإجراءات التقشفية الصارمة، التي ستطبق تلقائيا مع بداية العام المقبل، إذا لم يتفق الكونجرس وإدارة الرئيس باراك أوباما على مسار مختلف. وأضاف برنانكي، أن حالة الغموض وعدم اليقين السائدة حاليا بدأت تؤثر بالفعل على ثقة المستهلكين والمستثمرين في الاقتصاد، في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما ومعارضوه الجمهوريون في الكونجرس التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات خفض عجز الميزانية، وفي الوقت نفسه تتفادى تخفيضات حادة في الإنفاق الحكومي، وزيادة في الضرائب اعتبارا من أول يناير المقبل. وأضاف رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي: "بوضوح، هذا عامل خطر كبير ومصدر كبير للغموض المستمر". واقترح برنانكي أن يكون الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه لحل الأزمة بطريقة "متوسطة" لمواجهة الخطر الفوري، وليس القضاء عليه نهائيا على المدى الطويل. وأضاف أن مجلس الاحتياط الاتحادي لن يكون قادرا على تفادي تداعيات الإجراءات التقشفية الحادة. يذكر أن "حافة الهاوية المالية" عبارة عن حزمة إجراءات تقشفية من خفض الإنفاق العام، وزيادة الضرائب بقيمة 600 مليار دولار، سيجري تطبيقها على الفور مع بداية العام المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بديل بين الإدارة الأميركية والكونجرس. ويعتبر الكثيرون من المحللين أن تطبيق هذه الحزمة سيدفع بالاقتصاد الأميركي المتعثر إلى دائرة الركود مجددا.