شارك عدد من المبتعثين والمبتعثات في أميركا وكندا ودول أوروبية، وحتى من غيرهم في نقاش عام بدأته المبتعثة سمر الموسى على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حول موضوع "العنصرية والابتعاث". تفاوتت وجهات النظر المختلفة حول الموضوع، فهناك فئة نفت تماما تعرضها لأي موقف عنصري، مشيرة إلى أن الغرب يحترم الأجنبي كما يحترم المواطن، والقوانين الصارمة تحمي الأجنبي من التعرض للعنصرية. تقول المبتعثة سناء الحربي إن "أميركا بلد تعيش به أعراق مختلفة، وهذا جعل الأميركيين يتعاملون مع الجميع بمساواة"، مشيرة إلى أنها لم تواجه ما يسيء إليها، مما جعلها تحترمهم كثيرا. بينما اعترض أحد المشاركين مؤكدا أن "الشخص مهما كان متعصبا أو عنصريا، فإن ذلك لا يعطيه الحق بالتلفظ عليك أو سبك"، ويشارك محمد زملاءه فيقول "لم أواجه أي عنصرية في الدولة المبتعث إليها، إلا إذا كان بعض الطلاب يعتبر النقاش عن الدين والعادات أمرا عنصريا". ويرى البعض أن العنصرية قليلة جدا، بل ونادرة، وما يظهر منها حالات شاذة، وأن الاحترام هو السائد بين سكان الدول والمقيمين، في حين رأى البعض أن العنصرية الحقيقية تكثر وتتضخم عند العرب، بين بعضهم البعض، مع سردهم لمواقف مرت بهم. وأكد آخرون أن العنصرية التي يظن الطالب أنه يتعرض لها مجرد وهم، وأضافوا أن الكثير من المبتعثين يعتقد أن على مواطني دول الابتعاث الإفراط في تدليلهم وإلا فهم عنصريون، وأكد أحدهم أن "ليس كل فعل مهين للمبتعث يعتبر فعلا عنصريا، فقد يكون بكل بساطة موجها لشخصك بغض النظر عن جنسيتك". وأشار بعضهم إلى أن كل إنسان معرض للعنصرية، وأن من لم يتعرض لها حتى الآن سيتعرض لها لا محالة، لأنها موجودة في كل مكان بشكل نسبي، إذ كتب أحدهم "في كل مجتمع وفي أي بلد توجد عنصرية تختلف أسبابها وتختلف نسبتها، لكن البعض ينسبها لمجتمعه، وينفيها عن الغرب". وفي المقابل أكدت مجموعة من المبتعثين أن التفرقة العنصرية بين المبتعثين العرب في الخارج بارزة للغاية بشكل مسيء ومحزن، حيث يتفرق الطلبة بحسب الدولة، والانتماء، والمذهب. وأكد أحدهم أن التعصب العنصري الذي واجهه في بلد ابتعاثه كان من طلاب عرب، وعلى الجانب الآخر سرد بعض المبتعثين قصصا واجهتهم تؤكد حسن معاملة الآخر، واحترامه للعادات والتقاليد والشعائر الدينية. وروت مبتعثة لدراسة الدكتوراه موقفها مع زميلتها الإنجليزية وقالت "كنا في رمضان عندما بدأت صديقتي الإنجليزية في تناول وجبة غدائها، فتذكرت أنني صائمة، فاعتذرت وأخذت وجبتها، وذهبت لتناولها في الخارج".