وصف إعلامي سعودي معظم وسائل الإعلام الحديثة ب "المؤدلجة"، وأنها تفتقر إلى الحيادية، وأن الوكالات العالمية المعنية بتزويد وسائل الإعلام الأخرى بالأخبار والصور، هي عادة ما تختار أخبارا وصورا "محددة" من بين مئات الأخبار والصور الأخرى، وهو ما يؤكد افتقاد تلك الوسائل إلى الحياد، مؤكداً أنه مع التطور الكبير في العقدين الأخيرين في التقنيات الإعلامية، تطورت أساليب وأهداف منظمات عالمية تريد أن تستخدم تلك التقنيات في التأثير على الأسرة، وخاصة المرأة، موضحاً أن الإعلام هو الإخبار، وهو حالة تواصل بشري موجودة منذ الأزل من خلال تواصل الأفراد فيما بينهم. وأشار أنور عسيري مساء أول من أمس في أمسية "الإعلام ونجاح الأسرة" ضمن فعاليات المنتدى الأسري، الذي ينظمه حالياً مركز التنمية الأسرية في الأحساء، بمشاركة عبدالرحمن الشايع، وأدارها نائب مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور فيصل الحليبي، إلى ضرورة تفعيل موضوع "التربية الإعلامية الأسرية" وذلك بعمل رب الأسرة بنظرية "حارس البوابة" ل "فلترة" المواد الإعلامية المؤثرة في القيم الاجتماعية وذلك من خلال الحوار والمشاركة بين أفراد الأسرة الواحدة. وأكد أن معظم القنوات "الإسلامية" المحافظة والهادفة، لا تلبي احتياجات الأسرة في الوقت الحالي، وأن هناك انسحاباً تدريجياً متسارعاً للأسر من القنوات "المحافظة" إلى القنوات الأخرى . وبدوره، أكد الشايع أن الوسيلة الإعلامية تمارس "الحيادية" طبقاً لتوجهاتها وقناعاتها، بيد أنه انتقد بعض الوسائل الإعلامية التي تختلق أخبارا غير دقيقة من أجل الإثارة بهدف زيادة أعداد المتابعين والمعلنين، ذاكراً أن هناك وسائل إعلامية "عربية" هدفها تطبيع النموذج الغربي عند الشباب المسلم، وذلك من خلال استخدام مصطلحات أجنبية، وتوجه تلك الوسيلة نحو هذا الهدف، مبيناً أن الإعلام هو مدرسة الأسرة، وأن الأسر ذات المستوى التعليمي المتدني يعتبر الإعلام هو المعلم الأول لأفراد هذه الأسرة، التي تتلقى من الإعلام كل شيء دون "فلترة"، وتتأثر به تأثراً كاملاً وتتولد لديها قناعات ومسلمات بجميع المعلومات التي تستقيها من الإعلام.