كشفت دراسة حديثة أجراها مركز "بيو" للأبحاث أن نحو 80٪ من الأهالي في أميركا يرغبون في إضافة أبنائهم على الموقعين العالميين للتواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك". وبينت دراسة "الإنترنت والحياة الأميركية" التي شملت 802 شخص أن الأهالي يرغبون في مراقبة أنشطتهم عبر إضافتهم على تويتر وفيسبوك، لكن هذه الخطوة لم تجد القبول من قِبل الأبناء. وعلق الدكتور عادل عبدالعزيز الباحث في مجال السلوك الاجتماعي ومشكلات الأسرة على هذه الدراسة بأنه سلوك غير جيد للرقابة لأنها لن تمنع الأبناء من ارتكاب أي سلوك خاطئ، وشدد على أن الرقابة الذاتية أو الشخصية التي تنشأ من التربية الاجتماعية هي الحل الأمثل لعدم ارتكاب الأبناء أي سلوكيات خاطئة وأضاف: "الرقابة اللصيقة للأبناء دائماً تفشل خاصة إن لم يكن هناك أي تهيئة أو إعداد لها من قبل الوالدين، وفي مثل هذه الدراسة تكون الرقابة اللصيقة رسالة مبطنة للأبناء باتهامهم بإساءة استخدام التقنية الحديثة بشكل مخيف جداً"، وتابع قائلاً: "لا أتوقع أن تكون هذه النسبة صحيحة في حال لو تم تطبيق هذه الدراسة في مجتمعنا". وأكد الدكتور عبدالعزيز أن انحراف سلوك الأبناء له بوادر واضحة ولا يمكن أن يأتي فجأةً، كانخفاض المستوى الدراسي والهروب المتكرر من المدرسة أو الصحبة السيئة، ومثل هذه البوادر تأتي سريعة جدا، وقال: "إن لم ينتبه الأهل لمثل هذه البوادر فسوف تكبر وتتفاقم". وختم الدكتور عبدالعزيز حديثه إلى "الوطن" بوجوب زرع الثقة في الأبناء وعدم مراقبتهم بهذا الشكل. من جهة أخرى قالت هديل آل هزاع إحدى المغردات في تويتر ل"الوطن": إن مثل هذه الرقابة على موقعي التواصل لا تجدي نفعاً وربما تؤدي بالأبناء إلى ارتكاب سلوكيات خاطئة خارجة عن إرادتهم وذلك بسبب خوفهم من الرقابة اللصيقة، وربما يتوقف الأبناء عن الكتابة في صفحاتهم وإنشاء صفحات مختلفة عن تلك التي يراقبها الأهل، وأكدت أن الهدف الأساسي لتواجد الأبناء في شبكات التواصل المختلفة هو الحرية التي حتماً ستُقيد بمجرد متابعة الأهل لهم. وعلقت المغردة صبا أحمد: أن مراقبة الأهل للأبناء عبر النت هي أحد أشكال الوصاية التي يرفضها الأبناء، وقالت: "إن كثيرا من الأهل في مجتمعنا يرفضون أن يغرد أبناؤهم "باسم العائلة أو القبيلة" ، وختمت حديثها إلى "الوطن" بأن طريقة مراقبة الأهل في شبكات التواصل والهدف منها قد تلاقي قبولا من جانب الأبناء.